بعيدا عن صخب الحملة.. في التسعينات من القرن الماضي كانت هناك بالقصر الكبير فرق صغيرة لكرة القدم.. فرق بدون امكانيات ولا اقمصة موحدة ولا طموح سوى الفوز في دوريات صغيرة لا تتجاوز ميزانياتها 200 درهم، فرق يشرف عليها ويجمع لاعبيها رجال بسطاء لكنهم مهووسون بكرة القدم يتماهون مع المدربين الكبار يتجولون في الاحياء وينتقون لاعبيهم من المواهب التي كانت واضمحلت في مدينة هي في طريقها الى النسيان.. كنت اسمع عن شخص اسمه "مغيث" ينظم مباريات في الكرة ويقنع الشباب باللعب لفائدة فريقه الفسيفسائي.. التقيته أول مرة في ملعب السلالين تعارفنا ولعبت لصالحه اكثر من مرة في ملعب السلالين وسطاسيون وسيدي سلامة رفقة عدد من الاصدقاء، كان حلمه الانتصار على بن دريس والفاضلي والاقرع وغيرهم من المدربين المحليين وهكذا استمر لسنوات يجرب اللاعبين من مختلف الاجيال ويشتري من ماله الكرة ويعطي لبعضهم مصاريف الحمام واحيانا يأخذهم لشراء "الكوداس" على حسابه الخاص.. في احد الايام كانت صدمتي كبيرة عندما دخلت المحطة الطرقية ووجدت "مغيث" يشتغل في عمله الشريف كان "حمالا" في محطة الحافلات.. اعطى كل عمره وعرقه ومدخوله المتواضع للكرة وللشباب الذين احبهم.. اليوم "مغيث" يعيش معاناة قاسية مع المرض والاهمال والنكران الذي احترفته هذه البلاد، وليس هناك من يلتفت الى هذا الرجل الذي اعطى كل شيء ولم يأحذ اي شيء… بوابة القصر الكبير تضع رهن إشارة قرائها هذا المنشور لمن أراد مساعدة " مغيث "