الطبيعة لاتقبل الفراغ كذلك التنظيمات السياسية الحزبية بدورها لاتقبل الفراغ فعندما يكاد تنظيم سياسي اقليمي مثل حزب العدالة و التنمية أن ينهار بسبب خلافات تنظيمة أو شخصية فالحل الوحيد لدى القيادة الوطنية هو إنزال رجال المظليين لإنقاذ ما يمكن انقاده حفاظا على التنظيم هذا "البراشيت"القادم من السماء قد يكون ابن الإقليم أو خارجه الهدف من هذا الانزال الاضطراري طبعا هو حفظ ماء وجه التنظيم وجمع الشتات وإصلاح الشرخ الذي كاد يعصف بالتنظيم اقليميا خصوصا مع خروج تيار تصحيحي كشف المستور و أبان عن خلل تنيظيمي واضح لحزب العدالة و التنمية بإقليمالعرائش بعد فقدان الحزب لرئاسة المجالس الجماعية لكل من القصر الكبير و العرائش وبعض الجماعات القروية وهنا كانت الكارثة فسقط قناع ثلك الصورة الاعلامية المنمقة التي روج لها حزب العدالة و التنمية كونه يتوفر على تنظيم محكم و منظبط ،وبالرجوع إلى الوضع الراهن مع اقتراب الانتخابات التشريعية 2016و ما يواكبه من تقاطعات و تجادبات و تهافت للظفر بالبرلمان حيث طفى نفس الصراع على سطح الخلافات أمام تشبث سعيد خيرون المغضوب عليه بوكيل لائحة الحزب بالاقليم حيث وجهت له انتقادات لاذعة من الأنصار و أهل الدار قبل الخصوم كونه فضل مصلحته الذاتية و الشخصية على مصلحة الحزب ولم يترك باب الخيارات مفتوحة لتولي أحد القيادين الجدد بالاقليم مسؤولة وكيل اللائحة على الاقل تغير الوجوه وذلك اضعف الايمان، الأمر الذي حتم على القيادة الوطنية لحزب العدالة و التنمية لاختيار الرئيس السابق لحركة التوحيد و الإصلاح" الحمداوي" القادم من مدينة الجديدة و هو مهندس المياه و الغابات ، هذا الأخير الذي صرح غير ما مرة انه يمثل الجناح الدعوي للحزب ولا علاقة له بالسياسة بل ولا يتدخل في شؤون الحزب فاكان الغرض من إنزال هذا الرجل المظلي هو تدبير الخلاف التنظيمي بالاقليم قصد الحفاظ على مقعد برلماني ظل محفظا لسنوات بالاقليم ،لكن الحيلة كانت أكثر مكرا من ذلك فالقيادة الوطنية للحزب أرادت ضرب عصفورين بحجر واحد فسعيد خيرون الذي لا يزال يسيل لعابه على مقعد بالبرلمان و الذي كان سببا رئيسيا في الخلاف و كاد يعصف بالحزب في الإقليم لابد له من هدية نهاية الخدمة خصوصا مع وجود الحمداوي الذي ضمن مقعده دون عناء و المرشح لنيل حقيبة وزارية ربما يعوض مكان المرحوم عبد الله وزير دولة بدون حقيبة والذي سيترك مقعده البرلماني لسعيد خيرون الذي لم يستطع دخول القبة من بابها لكنه سيدخلها هذه المرة من النافذة في حال فاز الحزب بالحكومة،لعبة مكشوفة انطلت على مناظلي الحزب بالاقليم و الذي يزخر بالأطر المحلية القادرة على التغيير،للأسف لقد اجهظت كل محاولات التغيير والإصلاح وانتصرت الذاتية والانانية على التنظيم وسقط قناع الحزب المنظم الذي لايرضى بالانزالات الفوقية وحب المناصب، من هنا وجب التذكير بشعار ربط المسؤولية بالمحاسبة فأين نحن من هذا كله ؟ هل أن الوقت لمحاسبة سعيد خيرون عن حصيلته البرلمانية وماذا قدم للمدينة و الاقليم؟ وهل فعلا سيستطيع الحمداوي القادم من إقليم دكالة عبدة نقل معاناة سكان إقليمالعرائش وهو لا يعرف حتى اسماء شوارع و أزقة الإقليم فما بالك بمشاكل و متطلبات ساكنته؟ وختاما اقول الحمداوي الله يداوي……