الساعة تُشير إلى "تسْعودْ لّارُوبْ" حسب توقيتِ "مگانة" مولاي علي بوغالب المُتقاعِدة. حركةٌ دؤوبة بالمدار يطبعُها طابعٌ فَوْضَوي رغم المجهود الجبّار الذي تقوم به صافِرةُ الشرطي الوحيد المتواجد هناك. صوتُ الصّافرة يمتزجُ بِصوت سيارة الإسعاف الذي "يُزغرِد"ُ عالياً علَّ و عسى أن يفسحوا لها الطريق. قرب المقاطعة الرابعة سيارتان مُرقّمتان بإسبانيا مركونتان عشوائياً في المركز الأول و الثاني تشُلّان حركة السير، أصحابها يتبادلان التحية و السلام غير آبهين بمصالح المواطنين الذين أطلقوا العنان لِأبواق كلاكصوناتهم. سيارة الإسعاف تنطلق كالسهم بأقصى سرعتها مُتجاوزةً سلسلة من السيارات في اتجاه المستشفى و صوتها يصُمُّ الأذان. إنْ لم أكن إبنَ المدينة و أَعرف "دَخاشيشها" كبيرها و صغيرها كنتُ سَأُصدِّق أنّ لِحياة المريض أو الجريح "الضحية" المُتواجد بداخل سيارة الإسعاف أهمية مادامت سيارة الإسعاف تقوم بعملٍ بُطولي لإيصال "الضحية" إلى قلب المستشفى. لكنني متأكدٌ أنهّ و بمجرد وصول "الضحية" لِدار الضو و إلقاء النظرة الأولى عليه فهو لا يساوي أكثر من طردٍ بريدي، يُخْتَمُ بِدار الضو لِيُحال على لالّة مريم بالعرائش أو محمد الخامس بِطنجة.