على ضفاف النهر، وبين شجر العليق، كان مقرفصا يطهو طاجينه الفقير ويدندن اغنية غيوانية اه يا وين ا وين وين وربما اعتقد ان صوته جميل فرفع صوته في موال يختزل بؤس حنجرته وفراغ رئتيه في الحقيقة ازعجني ببشاعة فمه، اتكأ على جذع شجرة وملأ السبسي بالكيف واشعله بحركة احترافية وقال لا اصوم لانني في الثمانينات قضيت شهر رمضان مرة في غابة ناحية تاونات اتغذى على الحشائش وسرقة البساتين، وفي عزلتي واثناء احساسي بالجوع السحيق خاطبت الله واقسمت امامه انني لن اصوم هل تريدني ان احنث بقسمي.. بادرته بالسؤال هل تعرف الفصل 222 الذي يجرم افطار رمضان ويمكن ان يجرك الى السجن فقال لي هل انت متأكد ؟ اجبته نعم فقال هذي كرامة من عند الله نمشي للحبس ناكل ونلقا فين نتخبع..