نظمت الجمعية الإسلامية بالقصر الكبير، حفل زفاف جماعي ل 46 عروسا وعريسا من مدينة القصر الكبير والمناطق المجاورة بالقاعة المغطاة سيدي بلعباس التي احتضنت حفل النساء، وبالمسبح البلدي الذي أقيم به حفل الرجال مساء الأحد 8 ماي 2016 وبعد ترحيبه بالحضور ذكر رئيس الجمعية الإسلامية في الحفل الذي أقيم لفائدة العرسان بأن هذا اليوم فيه العديد من المعاني والمغازي، فهو أول يوم من شعبان والذي سمي بهذا الاسم لتشعب أعمال الخير فيه، وهو يوم ميلاد ولي العهد، وهو يوم نحتفل به بأبنائنا الذين نتمنى من العلي القدير أن يبارك لهم ولهن ويرزقهم ذرية صالحة ومباركة في المستقبل. وأكد أن التكاليف المرتفعة و الإرهاق المادي الذي يعانيه الشباب يجعل الكثيرين منهم يعزفون عن الزواج أو يؤخرونه، ويبقى الزفاف الجماعي هو خير وسيلة لتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي لدى الشباب، ولإحياء سنة الرسول عليه السلام. و ذكر رئيس الجمعية الإسلامية محمد الزياتي أن القصد والغاية من هذا العرس الجماعي هو تحصين الشباب والشابات وزرع قيم التكافل والتعاون والمحبة والود، وحب الخير الذي كان من أهداف خلق الإنسان مصداقا لقوله تعالى:" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ومن الخير تزويج الشباب وإدخال الفرحة عليهم، وتحسيس المجتمع بمجموعة من الأمانات التي يجب القيام بها اتجاه الشباب والشابات الذين يجدون صعوبة في الزواج. ودعا باقي مكونات المجتمع بأن يبادروا بالقيام بأمور أخرى لفائدة هؤلاء الأبناء والبنات ليحصل التكامل وتكون المدينة مدينة الخير والتعاون والمحبة، ومدينة زرع الأخلاق الطيبة الفاضلة في المجتمع، ولم يفته أن يتقدم بالشكر إلى كل المحسنين والأطراف التي دعمت هذه المبادرة النبيلة بما فيهم المجلس البلدي. وبدوره نائب رئيس المجلس البلدي حسن الحسناوي بعد أن شكر الساهرين على تسيير الجمعية الإسلامية لتنظيمهم العرس، وتهنيئه العرسان على فرحتهم، أشار بأنهم كمجلس بلدي مع جميع المبادرات الهادفة ومع كل الجمعيات التي تشتغل داخل المدينة في إطار المصلحة العامة، وأنهم عازمون على المضي قدما في هكذا عمل. وتبقى هذه التجربة التي تقيمها الجمعية في نسختها السادسة حلا للصعوبات التي تواجه الشباب المقبلين على الزواج في توفير التكاليف الباهضة التي يجب توفيرها لإقامة فرحة ليلة العمر، فمصاريف الزواج أصبحت ثقلا وعبئا على العديد من الشباب والشابات الذين يريدون تتمة نصف دينهم. وقد عبر لنا عدد من العرسان والفرحة بادية على محياهم، أن مثل هذا الزفاف الجماعي وفر عنهم الكثير من التكاليف المادية التي لم يكن من الممكن توفيرها، وشكروا كل من ساهم في إدخال الفرحة عليهم وعلى زوجاتهم. وبدورهن أمهات بعض العروسات والعرسان ذكرن أنهن كن يفضلن إقامة حفل فردي لأبنائهن، لكن بعد مشاركتهن في هذه التجربة سررن كثيرا مما رأينه من حفاوة وعناية وتكافل وتضامن بين ساكنة المدينة المبادر أهلها دائما إلى أعمال الخير، ويبقى أملهن أن يعمل المحسنون على دعم وتشجيع هذه المبادرة النبيلة والاستمرار في تنظيمها كل سنة فالشباب في حاجة ماسة لتأسيس أسرة. وفي تصريحها أوضحت مليكة السرغيني عضوة اللجنة النسوية المكلفة بتنظيم العرس، أن العرس يمر بعدد من المراحل، حيث تشكل عدد من اللجان : لجنة خاصة باستقبال طلبات الراغبين في الزواج، ولجنة التحري دورها التأكد من المعايير والشروط الواجب توفرها في المستفيدين، إضافة إلى لجنة دورها التكوين والتأطير حيث تنظم دورات تكوينية يؤطرها فقهاء وعلماء وأطباء ومحامون لتوعية العرسان بالحقوق والواجبات الزوجية والعلاقة بين الزوجين وأسس الحوار والتعامل مع أهل الزوج وتربية الأبناء، وكذلك فنون الطبخ وغيرها..، وبعد ذلك تأتي لجن تسهر على تنظيم الاحتفالات على الطريقة القصرية الأصيلة. وأضافت عضوة مكتب الجمعية نجية لعمش أن الجمعية مستمرة في عملها بتيسير سبل الزواج وعمل الخير الموصول نحو الأسرة المتحابة والمتماسكة، التي هي من اهتماماتها وأولوياتها، وأن هذا العرس هو لمدينة القصر الكبير كلها، فالساكنة يشجعون المبادرات الطيبة التي تزيد من الترابط والتكافل الاجتماعي، وتعمق الإحساس بالفرح والانتماء لهذه الأمة ذات التقاليد والعادات الأصيلة. وبحسب نجية فإن فكرة العرس الجماعي قد لقيت قبولا لدى أبناء المجتمع القصري وتشجيعا ودعما من مختلف الأوساط منذ النسخة الأولى، وها هي تتطور وتتوسع التجربة كل سنة. وعن برنامج الاحتفال ذكرت بهية الغزاوي عن اللجنة النسوية أن الجمعية أعدت برنامجا خاصا بهذا الحفل، اشتمل على كلمات ترحيبية ، بالإضافة إلى عدد من الفقرات الفنية التي تتماشى والموروث المغربي القصري العريق.وأضافت أن العرس مر بكل ما تعرفه الأعراس من عادات عريقة كالحمام التقليدي و الحنة وغيرها.وأنه يتم منح العروسات بما يسمى " الدهاز" وبعض التجهيزات المنزلية.. وشكرت كل من ساهموا في هذا العمل الخيري من محسنين ومحسنات وممن تطوعن لتزيين العرائس وكذا فرقة النصر للإنشاد من طنجة برئاسة الأخت ياسمين. وفي نهاية هذا الحفل تم إجراء قرعة بين العرسان ليفوز أحدهم بدراجة ثلاثية الدراجات يستعملها العريس كمصدر لتوفير لقمة العيش لأسرته، ليتم بعد ذلك القيام بجولة بأهم شوارع المدينة بموكب طويل من السيارات. وقد أدار بنجاح نائب رئيس الجمعية الإسلامية محمد الطاهري احتفال الرجال الذي نشطنه فرقة الصدق للإنشاد برئاسة المنشد محمد الغوثي. https://youtu.be/ixNtqhHiCXE