لم يختلف أحد على ضرورة محاربة الكلاب الضالة في مدن وقرى المغرب، لكن الاختلاف الكبير كان بشأن الطريقة التي تمت بها محاربة هذه الكائنات الحيوانية، والتي، بحسب الكثيرين، افتقدت لحس الإنسانية والمسؤولية في مدينة القصر الكبير، عندما أمر محمد السيمو، رئيس مجلسها الجماعي، بتنظيم عملية لإبادة الكلاب الضالة بالرصاص الحي. "قاتل الكلاب".. هكذا بات يلقب البعض السيمو، البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، بعد أن أصدر أوامره في القصر الكبير لإعدام العشرات من الكلاب، بدعوى أنها ضالة، وبطريقة وصفها سكان المدينة أنفسهم بكونها فجة، حيث خلف استخدام الذخيرة الحية في حق الكلاب الرعب في نفوس الأطفال، وبث الهلع في داخل البيوت، وأزعج المرضى والعجزة. ولم يكتف رجال "السيمو" بالقتل الممنهج في حق تلك الكائنات الحيوانية التي لم تجد من يدافع عن حقها في الحياة، باستثناء قلة من الجمعيات والنشطاء، بل كانوا يعمدون إلى جمع جثث الكلاب بطريقة تخلو من حس الوقاية الصحية، فضلا عن غياب أدنى الوسائل والتجهيزات اللازمة للقيام بتلك العملية. و"كِلِّي بْغَا يْكحلْها أعماها"، كان السيمو يرغب في وقاية المدينة وسكانها، بحسب زعمه، من المشاكل التي تثيرها الكلاب المتشردة، لكنه زاد الطين بلة، عندما ألقى بجثث تلك المخلوقات في مطارح القمامة والنفايات بطريقة قد تخلق الكثير من المشاكل الصحية لساكنة المدينة، فيما كان الأجدر بهذا المسؤول أن يلجأ إلى وسائل أكثر رحمة للحد من خطورة هذه الكلاب الضارية، عوض الإجهاز عليها بالإعدام رصاصا.