نظمت الجامعة الشعبية للتعلم مدى الحياة بدار الثقافة بالقصر الكبير يوم السبت 19 مارس 2016 ،لقاء متميزا حول تجربة الجامعات الشعبية بالمغرب بتنسيق مع فرع DVV بالمغرب (معهد الدراسات التابع للكونفدرالية الألمالية لتعليم الكبار ). أنشطة اللقاء انطلقت في صباح اليوم حيث استهلت بتقديم كلمات بعض المتدخلين ،أولى الكلمات كانت للدكتور حسن ساعف منسق اللجنة العلمية للجامعة الذي أعرب عن سعادته بميلاد هذا الكيان المعرفي الذي سيكون قبلة للراغبين في التكوين الذاتي واكتساب مهارات ومعارف جديدة ولبلوغ هذا الهدف يجب إشراك مختلف الفاعلين من مجتمع مدني ومنتخبين ومختصين وخبراء حرصا على استحضار الدراسات والبحوث والتجارب التي راكموها وإيلاء العنصر البشري الأولوية باعتباره ثروة ثمينة ومحورا للتنمية المنشودة . وبعده تناول الكلمة السيد محمد السيمو رئيس المجلس البلدي الذي أبدى شكره العميق للحضور معتبرا اللقاء ذي قيمة وأهمية ،ومؤكدا استعداد المجلس لمواكبة الجامعة ودعم هذه التجربة الغنية. ومن جهته أوضح السيد محمد عابد ممثل المديرية الإقليمية للتربية والتعليم بالعرائش ، أن المجتمع المدني بالقصر الكبير متميز بديناميته وجرأة أفكاره معتبرا أن مشروع الجامعة الشعبية مشروع عظيم يهدف إلى إنزال المعرفة لعموم الناس. بعد ذلك أعطيت الكلمة للسيد محمد بالغازي المسؤول الأول عن فرع DVV بالمغرب الذي استهل حديثه بالقرار المتخذ بشأن تغيير اسم الجامعة الشعبية إلى الجامعة للجميع وذلك للابتعاد عن كل ما هو مرتبط بالسياسة ،كما أشار إلى التحضير الحالي لتأسيس فيدرالية الجامعات للجميع بالمغرب للسهر على شؤونها والدفاع عنها ،ثم انتقل للحديث عن فلسفة DVV في المغرب موضحا أن بلدنا يعاني من الضعف على ثلاثة مستويات : الضعف في التعليم والضعف على مستوى فرص العمل وثالثا الضعف على مستوى التشريعات الإصلاحية ،انطلاقا من هذا الواقع انبثقت برامج الجامعات الشعبية بالمغرب ،جاعلة من مجال التوعية الفكرية محورا لها ،وعن تجربة القصر الكبير أكد السيد بالغازي بأن DVV ستساهم في تمويل مجموعة من الأنشطة خلال السنة الحالية على أساس أن تتقدم الجامعة فيما بعد بمشروع ثلاثي من 2017 إلى 2019 ليتم اعتماد ميزانية عامة له. وقد تخللت هذه الكلمات تعابير وتوضيحات من مسير اللقاء ذ.رشيد الجلولي ،انصبت كلها للتعريف بالجامعة الشعبية وسمو ورفعة أهدافها . ثم انتقل الجمع إلى الاستماع إلى مداخلتين في الموضوع: الأولى ألقاها د.منير زويتن أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط ،وهمت تجربة الجامعات الشعبية بالمغرب وإيجاباتها عن مجموعة من القيم المجتمعية ،وكذا الأسس التي تنبني عليها والأهداف المنشودة والمهام الموكلة إليها ،كما تطرق إلى التدبير المحكم ومحاور الاشتغال وعلى رأسها التربية على المواطنة والتعلم ما بعد الأمية إلى جانب تقوية اللغات والثقافة العلمية وكذا المشاركة في التنمية المحلية والتوعية الصحية ليختتم مداخلته بالحديث عن الشركاء المحتملين سواء الوطنيين أو الدوليين والتدبير العقلاني أو الحكامة الجيدة كشروط أساسية لنجاح الجامعات الشعبية. أما المداخلة الثانية فقد همت تجربة الجامعة للجميع بالرباط ألقاها الدكتور الشاب عبد اللطيف كيداي من كلية علوم التربية وعضو فاعل بالجامعة للجميع هناك ، حيث أوضح للحضور أهم المراحل التي قطعتها جامعتهم وكذا الإكراهات والمعيقات التي اعترضتهم ثم التدابير التي تم اتخاذها لتحسين العمل والخروج من وضعيات جد صعبة . وقبل فتح باب المداخلات أمام الحاضرين لطرح أسئلتهم قام الأستاذان: مصطفى العبراج منسق الجامعة بالقصر الكبير ونور الدين الشدادي مسير الفقرة الثانية من اللقاء ،قاما بعرض أهم المحاور التي سيتم الاشتغال عليها محليا وعلى رأسها التاريخ والتراث والصحة إضافة إلى تدريس اللغات (الإنجليزية والإسبانية والألمانية …). وبعد وليمة الغذاء التي أقامها المجلس البلدي على شرف الضيوف ، قام وفد صغير ضم بعض أعضاء الجامعة إلى جانب ضيوفهم بزيارة استكشافية شملت بعض المآثر التاريخية للمدينة مثل المسجد الأعظم ودار الدباغ وبقايا السور الموحدي وصومعة البنات ، واختتم اللقاء برفع عدة توصيات تهدف إلى تنمية المدينة والرقي بها.