على مر التاريخ تنتصر إرادة الشعوب، تلك هي الحقيقة الساطعة التي تقض مضجع المستبدين. ثورات و انتفاضات بنتيجة حتمية وحيدة تزلزل عرش الفساد بمشيئة القادر جل و علا الذي أحيى الشعوب من موات و أيقظها من سبات كي تقول لا، و كي تقول كفى .. و تقول و تقول ... و تصرخ . ثورة الياسمين التي اشعل شرارتها البوعزيزي رحمه الله لم تكن لتحصل لولا : إرادة الله عز و جل أولا إمعان المفسدين و الحكام في الاستكبار نفاذ صبر الشعوب و إرادتها التغيير ببذل المهج و النفوس من يتحدث عن تصدير الثورات و استيرادها و التقليد كأنه يعتقد بتصدير إرادة الله عز و جل، و بتصدير واقع الفساد بهذه البلاد أو تلك لإلصاق التهمة بباقي الأنظمة البريئة المسكينة التي لا تستحق ثورات الشعوب عليها !! و كأن الفساد و الاستبداد غير موجودين إلا في بلاد البوعزيزي أو بلاد شهيد الطوارئ خالد سعيد !! توفر الشروط الثلاثة السابقة يهيئ الأسباب و الظروف كي تقول الشعوب كلمتها و تتحرر من ربقة الخوف المطبقة عليها قرونا و قرونا بفعل استبداد الحكام . ستقولها شئنا أم أبينا .. إنها شيء حتمي في حكم الكائن المنتظر لهذا .. أيها الحاكم : كنت عادلا أم مستبدا لا تستخف بإرادة الشعب : الحل أن تنفذ إرادته لا إرادتك ، الحل أن تستمع إليه لا إلى المفسدين هذه هي الطريق السالكة الوحيدة : استمع للشعب و لا تستخف به حراك الشعوب : إيقاظ فتنة . و أجندات خارجية . و تخطيط إيران و القاعدة . و وراءها إسرائيل و أمريكا . بل الجزائر و البوليزاريو !! تبريرات استبدادية جمعت كل المتناقضات دفعة واحدة !! بعض البسطاء سارعوا إلى تصديقها لأنهم فقدوا المناعة ضد الأكاذيب و الترهات منذ نعومة الأظافر .. هيأهم المستبد و شكلهم كما يريد . حاولت أن أجد رابطا بين المتناقضات فلم أجد غير كلمة واحدة : التخبط .. الأنظمة الحاكمة تتحجج بكل شيء لتشرع قمع المطالبين بحقوقهم .. هي كذلك سيكولوجية المستبد لن تتغير . إلى من لازالوا يتساءلون حول حراك الشعوب : المحرك هو رفض الاستبداد، هو الفقر، هو الاحتقار و الاستخفاف، هو الظلم، هو الفساد، هو الاقطاع، هو الطبقية، هو القهر و الذل . الشعوب تريد كرامة ، حرية ، و عدالة الاجتماعية . و الحل الوحيد أيها الحاكم : كنت عادلا أم مستبدا : ألا تستخف بإرادة الشعب ! هذه هي الطريق السالكة الوحيدة .