أميل إلى الكتابة بقلم الرصاص…ذاك الذي كنت أرسم به أحلامي…لم أكن يوما أجيد الرسم..لكن أجيد الغوص في خيال لا ينتهي… لم أشعر وأنا أرسم..وأرسم..وردة متفتحة هنا..وشمسا مبتسمة هناك..بحرا هادئا..وعصافير فوقه تغني سمفونية الحياة..لم أشعر بالرصاص يتآكل..فلا يعود يجدي للرسم..أبحث عن المنجرة..موس الحلاقة..عن سكين صغير..لا يهم..أريد جاهدا أن أصقله مرة أخرى وأستكمل مشوار أحلامي وأنا أرسم….. لم أكن أحتاج للألوان..يكفي قلم الرصاص بسمته الرمادي القوي..لأجتاح عالمي الصغير العفوي..بأشياء تكبر وتخترق الزمان والمكان… الآن بعدما أشرفت على الخمسين..مازال قلم الرصاص يرافقني..أنبش به ذاكرتي..حتى إذا استعصى التعبير..مسحت الكلمات المتمردة بممحاة..وركنت جانبا لأعيد الصولة من جديد…. لاأرسم الآن..لا وردة ولا شمسا..لا عصافير ولابحرا…أكتب للحياة..لأمي..لزوجتي..لولدي ..لابنتي..لأصدقائي..بقلم الرصاص..أهب له شرف الكتابة..والبوح العذري الأول… لي ابنة ترسم..أوصيها دوما بقلم الرصاص…رسمت قبل أيام أمرا جميلا..جمال روحها وعمرها..طلبت مني أن أزين مارسمت بإطار..لم أتردد..أهدته لمدرستها… حين عدت مساء ذاك اليوم..وجدت فرحا يغمرها…لأنها رسمت..عبرت..أهدت..نعمت.. …………قلم الرصاص…خلق حدثا…فأحدث سعادة………