هذا السؤال أضحى يفرض نفسه بعد توالي عمليات التهريب التي تتخذ من مصب اللوكوس مقر انطلاقة لها ، و تواتر المؤشرات على استقرار مافيات التهريب الدولي للمخدرات بهاته المدينة و استعمالها كقاعدة لانطلاق عملياتهم نحو أعالي البحار أو الدول الأوروبية . و في آخر تطورات ملف تهريب المخدرات، تمكنت قوات البحرية الملكية مسنودة بقوات الدراك الملكي يوم الجمعة الماضي من إحباط عملية كبيرة لتهريب 24 طنا من الحشيش ، كما جرى اعتقال أحد عشر شخصا و حجز ثلاث زوارق أحدها بشاطئ الما الجديد ، و الثاني بشاطئ رأس الرمل ، فيما حجز الثالث بعين شقة ، كما تم وضع اليد على قارب للصيد البحري كانت على متنه المخدرات المحجوزة . العملية التي بدأت فصولها منتصف نهار الجمعة بمطاردة لبعض الزوارق السريعة من طرف فرطاقة تابعة لقوات البحرية الملكية ، استمرت لساعة متأخرة من ليلة نفس اليوم و شاركت فيها مروحية تابعة للدرك الملكي إضافة إلى عدد من رجال الدرك الذين قاموا بتمشيط منطقة الهيايضة ، العوامرة و الساحل بحثا عن بقايا العصابات . أحد الزوارق التي تم حجزها الجمعة الماضية و كان شاطئ سيدي عبد الرحيم قبل أيام مسرحا لعملية إطلاق النار حيث اضطرت عناصر قوات الجيش المكلفة بحراسة "السواحل الأطلسية"، إلى استعمال السلاح الوظيفي و إطلاق النار على مهربين للمخدرات، كانوا يستعدون لتنظيم عملية كبيرة لتهريب حاويات محملة بالحشيش نحو الشواطئ الاسبانية، مما عجل بفرار المهربين، سواء أولئك الذين كانوا يتواجدون على اليابسة أو زملائهم الذين كانوا في عرض مياه البحر. من جانب آخر ، لفظ بحر العرائش ليلة الجمعة و صبيحة السبت 17 يناير كميات هائلة من رزم الحشيش المعد للتهريب قدرت بالمئات من الكيلوغرامات إضافة إلى قنينات من البنزين و ذلك بشاطئ بيليغروسا و قام عدد من شباب المدينة بالسيطرة عليها قبل حلول رجال الأمن ، و من المرجح أن تكون هاته المخدرات قد تخلى عنها مهربون ليلة الجمعة 10 يناير بعد قيام طرادة تابعة للبحرية الملكية باعتراض سبيلهم بعد نجاحهم في الخروج من ميناء العرائش بسلام، و هو ما اضطر المهربين إلى ترك زوارقهم و الارتماء في عرض البحر للنجاة بأنفسهم بعد أن تمت محاصرتهم . كما ذكرت مصادر بمدينة العرائش أن المهربين قد نجحوا فعلا ليلة الثلاثاء 7 يناير في تهريب شحنة من المخدرات انطلقت من شاطئ إصكاليرا المقابل لميناء العرائش ، و قد استعمل في عملية التهريب هاته قاربين اثنين حسب شهود عيان . يشار إلى أن عدد من المواطنين قد عثروا صباح يوم الأربعاء 21 ينار على جثة شخص خمسيني يحمل الجنسية الفرنسية طافية على سطح البحر بشاطئ سيدي عبد الرحيم كان يحمل معه مبلغا ماليا قدره ألف أورو إضافة إلى ارتدائه للباس الحماية من الغرق و هو ما يرجح فرضية كونه أحد المهربين الذين تمت مطاردتهم ليلة 10 يناير من طرف قوات البحرية حيث اضطرا إلى التخلي عن كميات من الحشيش في عرض البحر و الفرار إلى المياه الدولية . حري بالذكر أن لجوء العصابات الدولية إلى استعمال ميناء اللوكوس في عمليات تهريب المخدرات قد تزايد بشكل كبير خلال السنة الماضية و هاته السنة بفعل تضييق الخناق على المنافد التي كان يستعملها المهربون عادة و المتواجدة على البحر الأبيض المتوسط ، إضافة إلى ضعف المراقبة و الخصاص في المعدات اللوجستيكية التي يعاني منها درك و قوات البحرية المتمركزة في العرائش .