سألني صديقي ألم تتوصل بدعوة أو إخبار لحضور اليوم الوطني للمهاجر سألته باستغراب أأللمهاجر يوم وطني خاص ومتميز عن باقي أيام المهاجر ؟ قال نعم فيها يكرم المهاجر على أعماله الذي قام بها طول السنة في الغربة فيستقبل بالحلويات وبالتصفيق والتهليل قلت عجيب ولكني طوال هاته السنين من الهجرة والمعاناة لم أتوصل قط بدعوة تخبرني بهذا اليوم الإستثنائي من حياة المهاجر. تسائلت بيني وبين نفسي هل أنا ما زلت مسجلا في خريطة المسئولين المحليين كمهاجر أم أني محيت من الذاكرة؟ قلت ربما إنها غفوة من كثرة أشغالهم فملفات المدينة العائقة والشائكة تجعلهم ينسون حتى أنفسهم الله يكون في العون فالمدينة عالقة في الأوساخ والجرائم المتعددة لذلك فهي من أولوياتهم الكبرى حاولت أن أخلق تبريرا يقنع نفسي ولكنها لم تقتنع دخلت في صراع ونقاش معها، قالت إذا كان الأمر كذالك فلم يتم اختيار أناس معينين كل عام للإحتفال بهذا اليوم ويتم استبعاد الآخرين؟ أجبت بحسن نية ربما أن القاعة لا تكفي لكل المهاجرين قالت يا سلام هذا جواب غير مقنع، فإذا كان الأمر كذلك فلابد أن تستدعى ولو مرة واحدة طوال هذه المدة التي قضيتها في المهجر أردت أن أستدرك الأمر فاطعتني نفسي بحدة: كفاك من حسن النية هاته لقد وصل السيل الزبى أنت أقصيت في الماضي عندما كنت في الداخل والآن كذلك في الخارج فإذا لم تتحرك وتسبق الأحدات وتقوم بخطوة إلى الأمام وتستدعي نفسك بنفسك فإن قطار المدينة سوف يمضي بك وفعلا سمعت نصيحة نفسي فتحركت مع أصدقاء مثلي من المهجر من مختلف الدول أصلهم من مدينة العرائش أصابهم الإهمال الذي أصابني فأسسنا تنسيقية العرائشيين بالمهجر وحضرنا الإجتماع وبدون دعوة. الغريب أنهم اتفقوا على كلمة واحدة أن حال المدينة أصبح يرثى له وأننا أصبحنا نتألم كل عام بما تراه أعيننا وتلمسه أيدينا الكل لم يهتم بمشاكله الشخصية التي ستعالج في هذا اليوم الوطني للمهاجر فجعل الأسبقية لمدينة العراش واتفقنا جميعا أنه إذا كانت هي في صحة طيبة سنكون مثلها ولكنها تعاني ونحن معها نعاني ونتألم ولو كنا نعيش في المهجر فسماع أخبارلا ترضيك وأنت في الغربة عن مدينتك تجعلك تحزن وتثقل كاهل غربتك. يتبع