إصطف العشرات من تلاميذ الباكالوريا أمس الثلاثاء 26 يونيو 2013 بفضاء نيابة التعليم بإقليم العرائش، للإحتجاج على ما قالوا أنه إجحاف لحقهم بعد إحتسابهم ضمن قائمة المتغيبين خلال مرحلة إجتياز إمتحان الباكالوريا بالعرائش، وأمطرتهم إدارات المؤسسات التي يتبعونها بالأصفار بعد التقييم الذي قامت به تجاه هؤلاء التلاميذ، مع أنهم حضروا إلى قاعات الإمتحان، ووقعوا لائحة الحضور بأسمائهم وأرقام إمتحاناتهم حسب تصريحات أدلوا بها ل"العرائش نيوز"، فكان من نتيجة ذلك رسوبهم خلال الدورة العادية من إمتحانات الباكالوريا لسنة 2013، بل وإقصاؤهم من حق الإستفادة في إجراء الدورة الإستدراكية بسب ما قالت مصادر مسؤولة من داخل نيابة التعليم بالعرائش أنه غش إرتكبه هؤلاء التلاميذ في المواد التي إمتحنوا فيها، في الوقت الذي أكد فيه هؤلاء التلاميذ غياب أية محاضر موقعة تفيد بوجود حالات للغش داخل الحجرات، وأضافوا أنه لا يمكن تكييف الغش على أنه غياب، بل كان لابد من توضيح المفاهيم حتى لا تختلط الأمور. وأفاد أحد التلاميذ في تصريح ل"العرائش نيوز" رفض الكشف عن إسمه، أن حالات الغش من المفترض في الأستاذ المراقب الذي ضبطها، أن يحرر تقريرا بشأنها، وليس أن يطعن التلاميذ من الخلف عندما يقوم بتسجيلهم غائبين بينما هم حضروا لإجتياز الإمتحان، وأضاف أن عبارة غائب تتضمن إحتمالين، إما أن هناك غلطا في الرقم الوطني للتلميذ، أو أنه فعلا كان غائبا عن المادة موضوع الإمتحان، مردفا بقوله: "إذا كنت قمت بالغش، كان على الأستاذ المراقب أن يطبق في حقي مشروع القانون الذي أخرجته الحكومة وصادق عليه البرلمان، وليس أن يطعنني في ظهري، ويجهز على كامل حقوقي". من جانبها تساءلت إحدى التلميذات عن معنى حضور تلميذ إلى قاعة الإمتحان، ثم يفاجأ أثناء إعلان النتائج بأنه كان غائبا بدعوى الغش، مع أن المادة موضوع الإمتحان تضيف المتحدثة، هي مادة علمية تقوم على نظام المعادلات الرياضية ذات النتيجة الواحدة، خاصة "علوم الميكانيك والهندسة"، وهي مادة بحسبها لا تحتمل وصف الغش لأنها تقوم على معادلات تطبيقية معروفة وموحدة. وكشفت عن غياب أية محاضر تثبت ضبط حالات للغش داخل قاعة الإمتحان، كما أن الأمور مرت على أحسن ما يرام بحسبها، مشددة على وجوب تمكينهم من حقوقهم كتلاميذ، وكشف الحقيقة كاملة حول أسباب تسجيل أسمائهم ضمن قائمة الغائبين في الوقت الذي تواجدوا فيه داخل الحجرات. في غضون ذلك، أوضح التلميذ بثانوية ماء العينين أيوب العبادي، أن التلاميذ الذين تم تسجيلهم ضمن الغائبين حضورا لإجتياز المواد المعنية، وأضاف في تصريح ل"العرائش نيوز" قوله "عندما سألنا عن سبب إدراج أسمائنا في لوائح الغائبين، كانت الإجابة أن ذلك يعود إلى الغش". وتساءل بقوله: "كيف يتهموننا بالغش في الوقت الذي واظبنا فيه على حفظ مادة الفلسفة التي تأخذ طابع العلمية على غرار باقي المواد العلمية الأخرى التي تعتمد على الحفظ"، أكثر من ذلك يضيف المتحدث "أنه لا وجود لمحاضر تثبت عملية الغش التي أرادوا إلصاق تهمتها بنا نحن التلاميذ". واستطرد أيوب "لقد حفظنا هذه المادة عن ظهر قلب كما فعل زملاء لنا، لذلك جاءت الأجوبة متطابقة، مع العلم أن الحراسة كانت مشددة علينا بمعدل ثلاث أساتذة داخل الحجرة الواحدة"، متسائلا: "أين هو مبدأ تكافؤ الفرص الذي يتحدثون عنه، خصوصا وأن هناك إجابات تطابق تلك التي لدينا داخل مؤسساتنا بمؤسسات مماثلة، وحصل فيها التلاميذ على معل 18 نقطة، في الوقت الذي يتم تسجيلنا ضمن قائمة الغائبين بدعوى الغش في المواد الممتحنة". وفي سؤال توجهت به "العرائش نيوز" إلى النائب الإقليمي "الناجي شكري" حول سبب إحتجاج التلاميذ داخل بناية النيابة، أكد النائب أن مجموعة من العائلات تقاطرت منذ الصباح لتسأل عن نتائج أبنائها في إمتحانات الباكالوريا، وهي نفسها يضيف النائب التي تساءلت عن كيفية تسجيل أبنائها ضمن قوائم الغائبين بينما حضروا لإجتياز الامتحان، وأوضح النائب أنه لا وجود لأي خطأ، والحال يضيف المتحدث أن هؤلاء التلاميذ ضبطوا في حالة غش أثناء تصحيح أوراق الإمتحان، وإستطرد بقوله: "تعرفون أنه خلال هذه السنة حاولنا أن نضمن تكافؤ الفرص، وبالتالي كان هناك مجهود مميز داخل الحجرات لضبط الغش الذي للأسف يشرح النائب كان موجودا من خلال صفحة التسريبات على مستوى الفيسبوك". واستطرد النائب بقوله: "المصححون ضبطوا حالات الغش أثناء التصحيح، وعندما تضبط هذه الحالات، نحرر محضرا بشأنها، وهناك لجنة على مستوى أكاديمية طنجة-تطوان، على غرار جميع الأكاديميات بالمغرب، تحرر مثل هذه المحاضر، وحين يتبين أن الممتحن أو المترشح قد تم ضبطه في حالة غش، فإن قرارا يتخذ بحرمانه إما من الدورة الإستدراكية، أو من سنة كاملة من الإمتحانات" يخلص النائب.