فاجأ الحضور المكثف و المنظم لمناضلي و مناضلات التوجه الديمقراطي بالقصر الكبير في احتفالات فاتح ماي التي نظمها الاتحاد المغربي للشغل مجموعةَ البيروقراطيين التي نصبت نفسها وصية على الاتحاد، تطرد من تشاء و تبقي من تشاء، هكذا التف مناضلو و مناضلات الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي و الجامعة الوطنية للتعليم و الجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية، بالإضافة إلى ناشطي/ ات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، و مجموعة من أجل ولدي لقدماء الأطر المعطلين، و شباب حركة 20 فبراير فضلا عن عشرات المواطنين من الجماهير الشعبية و العمالية...،. و قد بدا منذ اللحظات الأولى أن عناصر البيروقراطية كانت ترتعد من هذا الحضور الوازن، مما جعلها تعمل على استفزاز المناضلين، بل و الاعتداء عليهم بالسب و الشتم و الضرب مُسخرة في ذلك بعض العناصر المنتمية لقطاع الطاقة و الأمن الخاص، معززة ببعض العناصر المشبوهة التي لا علاقة لها بالإتحاد، إلا أن يقظة المناضلين و وعيهم بهذه اللحظة التاريخية الحاسمة أحبطت هذه الاستفزازات و الاعتداءات، لأن الهم الأساسي لم يكن هو الدخول في مواجهات مع بيادق البيروقراطية الفاسدة، بل كان هو إسماع صوت التوجه الديمقراطي المساند للقضايا العادلة و المشروعة للطبقة العاملة، و إعلان التشبث بالاتحاد المغربي للشغل و بهويته الكفاحية التي قدم من أجلها المناضلون عبر تاريخ هذا الإطار العتيد تضحيات جسيمة، و قد تجسد هذا الصوت المناضل في الشعارات التي صدحت بها حناجر المناضلين و الجماهير الشعبية و التي نددت بالبيروقراطية و الفساد المستشري في نقابة الاتحاد المغربي للشغل، و أعلنت رفضها للسياسات الطبقية للحكومة و في مقدمتها العمل على الإجهاز على حق الإضراب من خلال الاقتطاع من أجور المضربين، كما رُفعت شعارات مطالبة بالكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية، و منددة بارتفاع الأسعار... و بعد الانتهاء من المسيرة التي جابت شوارع مدينة القصر الكبير ألقيت كلمة ختامية أمام باب المقر تم خلالها تجديد التحية للطبقة العاملة بمناسبة عيدها الأممي، و التأكيد على تثبت المناضلين بالاتحاد المغربي للشغل و الالتصاق بهموم قواعده العمالية، و مواصلة الصراع مع المفسدين و البيروقراطيين من أجل فرض الديمقراطية الداخلية داخله، و تعزيز المضمون الكفاحي لنضالاته و شعاراته