ماذا فعلت بي يا مدينتي ؟ رجعتني إلى الوراء إلى القلم والدفتر لأدون سيرتي إلى حنين الماضي وطفولتي إلى أول صف في دراستي إلى معهدي و ثانويتي إلى آخرالدرب كانت شجرتي إلى الجوالذي اكتمل به بهجتي ولا أرى غيرك يا ملهمتي أنظر إلى الحارات وأزقتي وجاراتي وعيون صديقتي عدت إلي من جديد تبحثي عني في غيابي و ياحسرتي في ضبابي في أي لحظاتي بعدما ودعت أوراقي وهمساتي وقلت لاحول بالله ولا قوتي أفرغت رأسي من الحروف والكلمات و...العبر...والجمل...والنعت و...الجار...والبدل...وفلسفتي المبتدأ...والخبر...ورسم النحتي وانتهى أمري....وانتهت حيرتي واليوم أبحث عن أوراق مكتبتي والقلم الأزرق ..الأسود..الأحمر لأكتب ما تستوحيه ذاكرتي من بداية خطواتي وذكرياتي ظننت أني استقللت بحريتي فعدت من جديد إلى دراستي بعدما كنت أبحث عن الخيط والإبرة لأحيك فستاني وجلبابيتي وأبدع فيها بأناملي ..أطرزها بالحرير الأخضر...الأصفر ...الجوهر أصقلها بالتل الذهب والفضة وأتحدث معها وتسمع نجوتي هنا أرسم وردتي و نخلتي هنا أضع فلة لفستان صغيرتي في هذا الركن حمام ودجاجتي هنا فراخ تنبش قشة بيضتي لأضع في قماشي آخر لمساتي فماذا فعلت بي يامدينتي ؟