في سماء صافية، يوشيها قوس قزح، وتضيؤها نهارا شمس الربيع، وينيرها ليلا القمر الأحمر، وفي حدائق هسبريس التقى سرب من طائر الحسون وهجينه، في رحلة العودة من بساتين الرباط وأبي رقراق، ومن القنيطرة وغابة المعمورة وضفاف وادي سبو، ومن تطوان وجبل درسة ورياض العشاق، ومن طنجة وجبل الكبير والبوغاز، ومن أصيلة وهضبة السلطان، ومن القصر الكبير وربى اللكوس، استقر سرب الطيور المغردة بحديقة ثانوية المنصور الذهبي صباح يوم الأحد 7 – 4 – 2013، ليغرد أجمل الألحان في مهرجان الربيع، من تنظيم جمعية أصدقاء الطيور بالقصر الكبير، ومشاركة اتحاد مربي الطيور بطنجة، جمعية ابن بطوطة بطنجة، جمعية كيتان بتطوان، جمعية زليش بأصيلة، جمعية المعمورة لهواة الطيور بالقنيطرة، وجمعية اللكوس للحسون الذهبي بالقصر الكبير، حضر المسابقة ممثل الجامعة الملكية المغربية لعلم الطيور، وممثلو رابطة جهة زمور زعير لهواة الطيور. في جو ودي، ولقاء حميمي بين أعضاء أسرة ينتمي جل أعضائها إلى مختلف المدن المغربية، آلوا على نفوسهم حماية البيئة من لصوص ثروتها، وخاصة الطيور المغردة، وتنظيم لقاءات جهوية ووطنية للاستمتاع بتغاريد الطيور، ومد جسور التواصل والتعارف والمحبة بين أصدقاء الطيور وحماة البيئة. وبعد استماع واستمتاع الجمهور بجمال هذه التغريدة أو تلك، لهذا الحسون أو ذاك الهجين، أعلن الحكام عن نتائج المهرجان، حيث فاز بالرتبة الأولى في صنف الحسون جمعية اللكوس للحسون الذهبي، وفي صنف الهجين فازت بالرتبة الأولى الجمعية، المنظمة أصدقاء الطيور والبيئة من لقصر الكبير كذلك، تسلم جميع الفائزين الخمس الأوائل في كل صنف - في جو حماسي، وحميمي كذلك جوائز وشواهد تقدير وإعجاب. كما كرمت الجمعية المنظمة بعض الفاعلين الجمعويين، الذين قدموا خدمات جليلة، وتضحيات مادية ومعنوية لفائدة هواة الطيور المغردة، وحماية الطيور والبيئة على حد سواء، وقدمت لهم شهادات تقدير وامتنان اعترافا لهم بمساهماتهم الواعية في تنظيم المجال، وحماية الطبيعة من القراصنة، ولصوص الطيور المغردة. وقد قدمت الجمعية شهادة تقديرية لمدير ثانوية المنصور الذهبي الذي خصص فضاء المؤسسة الجميل ليكون مسرح اللقاء، وتجدر الإشارة إلى المساهمة القيمة لتلاميذ أندية المؤسسة، وخاصة نادي التربية البيئية والتربية المستدامة، ونادي التربية على المواطنة والحقوق، نادي الفنون التشكيلية، والنادي الرياضي، لهؤلاء جمعا نقدم ألف شكر وتحية، ونتمنى لهم النجاح والتوفيق في الدراسة والحياة. وقد يتساءل متسائل كيف كان التنظيم؟، فالجواب بالقوة والفعل: أنه كان جيدا، بل رائعا.