«ابن العم وابن الخال أولى من الغريب» مقولة تؤكد مدى الأهمية التي كانت تولى في المجتمع العربي بصفة عامة والمغربي بصفة خاصة للزواج بين الأقارب، لكن مع تطور العلم ولا سيما علم الوراثة تبين أن لزواج الأقارب مساوئ صحية على الأطفال، حيث تحذر أغلب الدراسات العلمية من زواج الأقارب. فإلى أي حد يكون زواج الأقارب خطيرا على صحة الأطفال؟ وما هي الأمراض التي يمكن أن تصيب الجنين جراء هذا النوع من الزواج؟ زواج لا خطر منه يرى (خالد غربي) أن زواج الأقارب لا ضرر منه ما دام التاريخ الصحي للعائلة لا يحمل أي أمراض وراثية خطيرة، ويضيف قائلا: «أنا متزوج من ابنة خالتي ورزقت منها بثلاثة أطفال جميعهم والحمد لله أصحاء، ولكن هذا لا يعني أن زواج الأقارب آمن، فقط على الزوجين إن كانت تجمعهما صلة قرابة وكانت لديهم في العائلة أمراض وراثية أن يجريا الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة، التي قد تساهم في الحد من انتقال الأمراض الوراثية إلى أطفالهما». وتشاطره (فاطمة الزهراء الشوري) الرأي قائلة: «لا خطورة في زواج الأقارب مادام ليس هناك أمراض وراثية خطيرة كالتلاسميا أو غيرها من الأمراض الوراثية. وهناك أزواج لا تجمعهم قرابة ولهم أطفال يحملون إعاقات، وهذا في اعتقادي يعتمد على التاريخ الصحي للعائلة وعلى نوعية الأمراض الوراثية المنتشرة بينهم». زواج يضعف النسل أما (سلمى الصقلي) فترى أن زواج الأقارب من الدرجة الأولى (ابن العم وابن الخال) غير محبب دينيا واجتماعيا لأنه يضعف النسل، وتضيف: «لقد لاحظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن بني السائب ينجبون أطفالا ضعافا جراء تزاوج أفراد القبيلة فنهاهم عن ذلك وأمرهم بأن يتزوجوا من أفراد قبائل أخرى قائلا (اغتربوا لا تضووا) أي حتى لا ينجبوا ذرية مريضة ضعيفة. ورغم خطورة زواج الأقارب من الدرجة الأولى إلا أنه لايزال من العادات السائدة في مجتمعنا، وفي اعتقادي أنه في حالة دعت الضرورة إلى زواج الأقارب، يجب إجراء فحص طبي دقيق قبل الزواج، وإذا أثبت الفحص الطبي وجود أي عائق لا بد من إيقاف الزواج، وذلك لمصلحة الطرفين حتى لا ينجبوا أطفال يحملون إعاقات دائمة». ولا تحبذ (يسرا مركوم) زواج الأقارب لأنه ينقل الأمراض الوراثية من الآباء إلى الأبناء، تقول: «لقد أصبحنا في القرن الواحد والعشرين واستطعنا إلى حد ما تجاوز العادات والتقاليد التي تلزم زواج ابن العم أو ابن الخال من ابنة عمه أو ابنة خاله». رأي طبي ما هي الفحوصات التي ينصح بها الزوجان اللذان تجمعهما قرابة الدم؟ تقول عائشة الوداع، أخصائية في أمراض النساء والولادة، يجب على الزوجين الأقارب قبل الحمل إجراء فحوصات ترتبط بكروموزمات Cartype عند الزوجين حيث يتم أثناء الحمل تحليل الكروموزمات عند الجنين وذلك بأخذ عينة من دم الجنين ما بين الأسبوع السابع والثامن خلال الحمل أو نقوم بأخذ عينة من الماء الذي يوجد فيه ابتداء من الأسبوع 17 لتشخيص عاهة الكرموزمية. وقد يكون زواج الأقارب خطيرا إذا كان الزوجان يحملان نفس العاهة في الكروموزمات الموجودة عندهما. أما بخصوص أنواع الأمراض الوراثية الناجمة عن زواج الأقارب فهي الأمراض الناجمة عن نقص بعض الهرمونات والانزيمات، وهذه الأمراض تسمى أمراض lysosomiale، و تؤدي إلى انتفاخ في الكبد أو الطحال وإعاقة ذهينة. وهناك أمراض وراثية يصاب بها غير الأزواج الذين تجمعهم قرابة الدم مثل، الهيموفيليا والمنغول (متلازمة داون) وبعض العاهات العارضة، لذلك لا بد من إجراء فحوصات طبية بين الزوجين الأقارب لاحتمال اشتراك الأم والأب في نفس الصفات الوراثية