إصطف العشرات من الفلاحين بمنطقة العوامرة، صبيحة يوم الإثنين 7 يناير 2013، للإحتجاج ضد ما وصفوه بالظلم الذي لحقهم من إدارة المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي باللوكوس، وحرمانهم من حقهم في الإستفادة من بذور البطاطس التي خصصتها لهم وزارة الفلاحة لتعويضهم عن الأضرار التي لحقتهم خلال السنة الماضية بسبب موجة الصقيع ضربت حقولهم وقضت على العديد من محاصيلهم الزراعية من منتوج البطاطس. ويكشف عبد العزيز البركالي وهو أحد المزارعين المحتجين للعرائش نيوز بقوله "لدي 6 هكتارات ونصف كنت أزرعها بطريقة –نقطة/نقطة، إلى أن أتى مسؤولو المكتب ورأوها، فقدروا كمية الإستفادة في حدود 3 أطنان من بذور البطاطس بعد التوقيع على إلتزام بذلك والمصادقة عليه، وكذلك فعلت دون أن أحصل على هذه البذور"، وأضاف "موظفو المكتب يأتون ليلا إلى المستودعات ويوزعون البطاطس على الفلاحين الأغنياء، بينما الفقراء منهم لا يتعدى نصيبهم الطن الواحد، والطامة الكبرى أنهم لا يحصلون على هذا المقدار، بل لا يتم الإعتراف بوجودهم من الأساس". متسائلا "هل هناك موظف يعمل ليلا ليمنح البطاطس لبعض الفلاحين على حساب آخرين دون اعتماد مقاييس واقعية؟". من جانبه أكد نائب رئيس المجلس القروي بالعوامرة محمد الصمودي الذي تواجد مع المحتجين في تصريح للعرائش نيوز بقوله "الفلاح بالعوامرة يحاصره ثالوث، الأول يتمثل في التجار الكبار، والثاني في المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي، والثالث في معمل سوناكوس"، مضيفا أن "الفلاح تعرض خلال السنة الفارطة لموجة الصقيع، أودت بمحصوله من البطاطس، والتزمت وزارة الفلاحة بأن تمنحه نسبة 50% من البذور، بما يعادل طنين من هذه المادة للهكتار الواحد"، وهذا معناه "أن الفلاح سيشتري طنا في مقابل التزام وزارة الفلاحة بإعطائه طنا آخر"، لكننا تفاجئنا يضيف المتحدث ب"توزيع كميات البطاطس على كبار الفلاحين، بينما بقيت أرض الفلاح الصغير فارغة من أية زراعة"، وهذا معناه حسب الصمودي "إغراق الفلاح بالمزيد من الديون التي عليه أن يؤديها، سواء كمستحقات للماء، أو تلك التي تعود للقرض الفلاحي"، والمشكلة يضيف المتحدث أن "المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لم يوف بوعده بتعويض الفلاحين عن خسائر الصقيع، وهذا ما جعلنا ندين هذه العملية، لأن المخطط الأخضر، يقتضي استفادة البلد بأكملها، وليس فقط كبار الفلاحين". للإشارة، فقد عرفت الوقفة حضور رئيس مقاطعة الري بجماعة العوامرة الذي أعلن عزمه أمام المحتجين ب"بتوزيع كمية 25 طنا المتبقية في مخازن المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بمركز العوامرة"، وأمام رفض الفلاحين المحتجين للمقترح طرح الأخير "حلا تضمن مقترحين، الأول يروم توزيع الكمية المتبقية التي اعتبرها غير كافية، أما الثاني فذهب في اتجاه الدفع بطرح الإنتظار إلى تأتي الكمية كاملة، ثم الشروع في توزيعها بعد ذلك". إلا أن رفض الفلاحين دفع رئيس المقاطعة إلى طرح الحوار مقترحا في مواجهة جموع المحتجين، إلا أن الحوار لم يخرج بأية نتيجة ما عدا القرار الذي اتخذه الفلاحون بتنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء المقبل أمام سوناكوس بالعوامرة، المعمل المعني بتوزيع بذور البطاطس على الفلاحين.