منذ استصدار مرسوم سابع يونيو 2004 وطلاب القصر الكبير يتنفسون الصعداء لعل مدينتهم تظفر يوما بالتفاتة حكومية تريحهم من صعوبات التحصيل الجامعي و رغم الشعارات الطنانة التي أطلقتها الحكومة السابقة في ما يتعلق بلا مركزية التعليم العالي ، فإن عدم توفر مدينة في حجم القصر الكبير على كلية متعددة التخصصات إلى حد الآن يبرز بجلاء مواطن النقص و الخلل في المخطط ألاستعجالي للتعليم العالي، و هو بذلك يجسد فشلا ذريعا لمفهوم الحكامة الجيدة التي طالما رفعت مختلف الحكومات المتعاقبة شعارها . وإذا كان الهدف الأساسي لهذا المرسوم هو تخفيف معاناة الطلبة المهاجرين و محاربة الهدر الجامعي عبر السعي لاستحداث مجموعة من الكليات متعددة التخصصات بالمدن المصدرة للطلاب تماشيا مع حجم الطلب الصادر عن مختلف عمالات المملكة، فإن غياب عمالة تتحدث باسم المصالح الحقيقية لساكنة القصر الكبير قد حرم طلاب المدينة من حقهم المشروع في سهولة الولوج إلى خدمات التعليم العالي . فالمدينة على ضخامتها ما زالت مجرد جماعة تابعة لعمالة بمدينة أخرى لا تمثل مصالحها، الشيء الذي يفسر حجم الخصاص الكبير الذي تعيشه القصر الكبير على جميع المستويات . و إذا كانت الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية لا تتجاوز عادة ما بين 900 سرير (نموذج الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط ) أو 1344 سرير ( نموذج الحي الجامعي المطار بتطوان )، فان إسكان 6000 طالب يصدرهم القصر الكبير سنويا قد يتطلب بناء 5 الى 6 أحياء جامعية جديدة علها تكفي لإسكان طلاب مدينتنا ، و بالتالي فإن بناء حي جامعي جديد بالعرائش ليس حلا مجديا بالنسبة لطلاب القصر الكبير . و اذا كان توفير سرير جامعي واحد يكلف الدولة 45000 درهم ، كما أن تكاليف صيانة هذا السرير قد تصل سنويا الى 4000 درهم حسب معطيات الوزارة الوصية ، فإن توفير 6000 سرير جديد قد يكلف الوزارة ما يزيد عن 270 مليون درهم ... المبلغ الذي يكفي لبناء خليتين جامعيتين جديدتين بطاقة استيعابية تتراوح ما بين 3400 مقعد ( نموذج الكلية متعددة التخصصات بتازة ) أو 3500 مقعد ( نموذج الكلية متعددة التخصصات باسفي ) حيث لا تتجاوز التكلفة الإجمالية لبناء الكليات متعددة التخصصات عادة ما يناهز 120 مليون درهم . و إذا كانت الوزارة الوصية قد حققت نتائج ملموسة في إطار ما يعرف بالمخطط ألاستعجالي عبر استحداثها حوالي 12 كلية متعددة التخصصات بكل من تطوان و الناظور و العرائش و تازة و خريبكة و آسفي و الجديدة وبني ملال و هي كلها مدن في حجم القصر الكبير، بل و في الراشدية 75.239 نسمة وورزازات 53.489 نسمة وقلعة السراغنة 68.253 و تارودانت 68.726 نسمة . فان إقصاء مدينة بحجم القصر الكبير في هذا المجال أيضا قد أصبح غير منطقي في بلد يؤمن بالديموقراطية و يدعي الحكامة الجيدة، خاصة و أن سكان المدينة يرون في حرمان القصر الكبير من كلية متعددة التخصصات مجرد جزء من مسلسلات التهميش و الإقصاء الذي ترزح تحته المدينة.