الحديث عن التعليم هو حديث يثير كثيرا من الجدل ليس في أوساط المعنيين فقط؛ وإنما بين جميع مكونات المجتمع المدني بكل تجلياته ومكوناته نظرا لاعتبارات المنظومة التربوية أهم قطاع يعتبر بوابة التنمية؛ وبه تقاس درجات التطور والتنمية .. تعليمنا هو نظام فاشل بجميع المقاييس؛ ودليل فشله يتمظهر جليا في نتائجه ؛ وعما تسفر عنه المدرسة العمومية ......مستوى متدني . الموجز لا يعرف جغرافية بلده ، جيوش من المعطلين وجمهور غفير من العاطلين ... وبعبارة أخرى؛ أصبح تعليمنا ينتج أكبر إكراه وتحد للحكومات المتعاقبة على هذا البلد ، ألا وهو ظاهرة المعطلين ؛ وما نراه من مناظر مسيئة لحقوق الانسان ... ضرب وعنف في أوساط أصحاب الشواهد خير دليل على ما نقول ..... الإصلاح أصبح عملية تجريبية في الحقل التربوي المغربي ؛ بحيث يستمد معالمه من نظريات أجنبية لا تنسجم مع الواقع المغربي؛ بل تتعالى عن واقع التمدرس بالمؤسسة المغربية وتقصي المشاكل الاجتماعية والنفسية والثقافية التي أصبحت تفرض نفسها بحدة في مؤسساتنا . فمن التدريس بالأهداف الذي طالما هللنا له ؛ وعندما لم يحقق أي نتيجة تذكر، ظهر البديل يكمن في الميثاق ....فأعلن فشله ... جاء مخطط للإنقاذ ؛ وهو مخطط مستعجل ... التعليم يتعلق برسالة نبيلة سامية وخطيرة لاتتطلب الاستعجالية ؛ بل التاني والنفس الطويل، فجاء مخططا فوقيا إقصائيا لا يستجيب لطموحات الشعب المغربي. وخير دليل على فشله ؛ عجزه في سد الخصاص الموارد البشرية نظرا لعدم اتخاذ أي إجراء أو تفعيل أو تشغيل المدارس والمؤسسات والمعاهد والمراكز، هي عديدة أسباب الفشل والكل أمامه يجر خيوط المساهمة .... أين هي مدرستي الحلوة ؟! لقد أصبحت خلوة.... أين رجل التعليم الذي كان يعيش سيد القوم وكانت له كل الاعتبارات والتقدير؟! ..... أما أطر المراقبة أصبحت مسؤولة عن جيوش من الأساتذة لا تسعهم السنة لرؤيتهم أو للتعرف عليهم، فأصبحوا يعيشون الاكتظاظ هم الآخرون؛ مما أقر سلبا على مردوديتهم وعلى مراقبتهم ..... . المراقبة ضئيلة والحماس منعدم والكل في زوبعة ..." اقضي وعدي" .