انه الثامن من يناير ألفين وعشرة، الحدث مختزل في شمعة تنير ضوءا خافتا في صمت،شعور يجعل جسدك ينتفض عندما تسمع الصرخة ،صرخة القهر والظلم تنطلق بقوة كالصخر متألمة حزينة . انه ليس مشهدا لمسرحية شكسبيرية أو فيلما ثوريا ، انه واقع نعيشه نحن أبناء هذه المدينة من الطبقة الكادحة حينما يتهدم أمام أعيننا حلم الحصول على فرصة عمل بعد معاناة مريرة من أجل الحصول على هذا العمل. ويعلوا الصوت بكل قوة متحديا كل القوى المخزنية ومتمردا على كل القرارات السياسية التي تساهم بشكل فعلي في ارتفاع هرم العطالة. لكن رغم أن الصوت كان يصل لآخر بقعة في هذه المدينة إلا أن الكراسي كانت أغلبها فارغة... فكرت كثيرا ماهو السبب؟ ارتأيت أنه للأسف العديد من الإطارات سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو تنموية تتعامل مع هذه الصرخة على أنه توجه سياسي معين وليست صرخة يطلقها وحش الجوع ليحطم كل الأحلام النرجسية . {ياهذا ياهذاك شوف شوف ولادك قراو حتى عياو ولاحوهوم يترماو.} هذه إحدى الصرخات التي تجعلك تقف متألما حزينا أمام هذه الحياة ، حياة عابثة تتحطم فيها كل المعاني الجميلة. هذه الصرخة بداية لحركة جديدة ستعيشها الأوبيدوم تعود بنا إلى أيام السبعينات عندما كانت شوارعها تلتهب بنار الثورة .والجميل فيها أن رائدوها عشاقا للأوبيدوم