نبح الكلب نباح المستغيت وتسلل نباحه عبر ظلام مخيف فصوته إنذار يرسل للنائمين في سبات عميق ... ارتفع إيقاعه ثم إيقاعه ليطغى على المكان الفسيح صال وجال وحاط ببيت صاحبه الرفيق استيقظ مولاه لحظة ثم عاد إلى دفئ سريره المريح لم يعر اهتماما برسالة حارسه الأمين قال في نفسه هذا فقط نباح الليل الطويل لن أحمل همه فبيتي حصن منيع عتيد نام وهو يحلم بامتلاك أرض وبيت جديد اختفى الكلب وهو يعوي عواء الذئب الجريح ساد هدوء بالمكان شديد وكأنه فترة الترقب المريع تسللت أثناءه عربة وهي تحمل جنود الغدر السريع دخلوا خلوة وكأنهم لصوص قطاع الطريق قال زعيمهم هيا انطلقوا ... اقبضوا على سكان هذا البيت العتيق لا ترحموا منهم كبيرا ولا صغيرا فكلهم لدينا رقيق احتلوا الدار والأرض ولا تتركوا ولو فلسا بسيط استيقظ صاحب الدار على صراخ أهل بيته الفضيع استيقن أن مملكته ضاعت أثناء نومه العميق وأن كلبه لم يكن يلعب مع كلاب جاره اللصيق وأن صوته لم يكن إلا إشارة ما قبل السقوط المميت ندم على ما فاته من حكمة الرجل البصير فطار منه في غفوة بيته وبستانه الصغير وحلمه لم يكن في الحقيقة إلا قشة في مهب الريح *هذه الأبيات تعكس الواقع العربي حيال القضية الفلسطينية عموما والقدس الشريف خصوصا