إن الجميع متفق على أن مدينة القصر الكبير تعد من الحواضر الأولى في المغرب ،التي لازالت قائمة حتى زمننا هذا. فقد مرت عبر عهود متتالية منذ عهد الرومان، حيث اطلق عليها اسم أوبيدوم نوفوم، مرورا بالعهد الاسلامي والمرابطين ، والموحدين،والمرنيين ، والوطاسيين، والسعديين ، ووصولا إلى العلويين. لقد شاركت مدينة القصر الكبير في كثير من الأحداث والحروب التي مرت بها خلال تلك المراحل. ومن بين الأحداث الكبرى،التي شارك فيها أبناء هذه المدينة العريقة بفعالية، هي معركة وادي المخازن، التي حدثث بضواحيها، نظرا لتموقعها وسط حوض لوكوس. ومن الصلحاء المجاهين أصحاب سيدي محمد الطالب. الذين شاركوا في معركة وادي المخازن وأبلوا فيها البلاء الحسن، الولي الصالح سيدي علي بن فريحة. ويوجد ضريحه بين الثانوية المحمدية ومجمع الصناعة التقليدية بجوار القرض الفلاحي. ويصفه ميشو بيلير بأنه شيخ الفلاحين بالقصر الكبير، محددا أصله بانحداره من عائلة مرابطية، وزمن وفاته في القرن الحادي عشر الهجري، ومكان دفنه قرب جامع اسعيدة، مشيرا إلى أن الفلاحين يقيمون له موسما خاصا به في شهر أكتوبر بداية كل موسم حرث. (انظر كتابة القصر الكبير: مدينة في إقليم من المغرب الشمالي، تر. د. عبد المجيد المصباحي، ص. 185) وفعلا كان فلاحو مدينة القصر الكبير إلى وقت قريب، يتخذونه مزارا لهم ويعتقدون اعتقادا كبيرا في بركة سيدي علي بن فريحه، بالنسبة لحصادهم الزراعي الوفير، لهذا دأبوا على إقامة موسم سنوي له قبل انطلاق الموسم الفلاحي، يتم فيه تقديم الطعام، وكذا قراء الطلبة لسلكتين من كتاب الله العزيز، إضافة إلى ترديد الأمداح النبوية. (راجع: القصر الكبير صور تحكي معالم ووجوه وأحداث، محمد أخريف ومحمد العربي العسري ، ص. 160). وهكذا يتأكد أن الناس كانوا يقدسون الأضرحة لأسباب مختلفة، منها ما هو ديني وجهادي وتعليمي وتنفيسي وهنا مطلبي، لهذا كانوا يهتمون بها بإقامة قبب عليها ورعاية أضرحة أصاحبها والتبرك بها.