باعتبار مدينة القصر الكبير من أعرق المدن المغربية ، وسبق أن عرفت فترات متباينة في تطورها ، سواء في العصر الموحدي أم المريني، وذلك نتيجة موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط جنوب المغرب بشماله، كما سبقت الإشارة أكثر من مرة، خصوصا وأن المدينة كانت تعرف نهضة علمية جراء هجرة الكثير من الأندلسيين إليها من علماء ومشاييخ، سواء لطلب العلم أم تلقينه، مثلما هو الأمر مع سيدي رضوان الجنوي. وهناك اختلاف حول حقيقة شخصية هذا الولي الصالح، لكن بالمقابل هناك اتفاق على أنه شارك في معركة وادي المخازن. ويوجد ضريحه حسب ميشو بيلير بين البناتيين وللا فاطمة الأندلسية. فهو كما يقول المرحوم محمد بوخلفة: ((الشيخ العارف المجاهد أبو النعيم رضوان العلج الجنوي. الذي ينتسب إلى مدينة في إيطاليا))(الطريق لمعرفة القصر الكبير، ص. 56). ويكنّى كذلك بأبي الرضى، سيدي رضوان بن عبد الله الجنوي ثم الفاسي. أصله حسب بعض الأقوال من مدينة جينوة الإيطالية. توفي رحمه الله في 14 ربيع الاول 991 ه ، ودفن بفاس. و لقيمته لدى القصريين ترحموا عليه جميعا وأقاموا له مزارا صار روضة لدفن المجاهدين تخليدا لذكراه. واعترافا من سكان المدينة، بقيمة هذا العالم الجليل والمجاهد المخلص، أبو إلا أن يخلدوا ذكراه بتسمية تجزئة كبيرة مجاورة لمدفنه وللحي المجاورله بحي سيدي رضوان. ولعل هذا، يؤكد مدى الأريحية التي كان القصريون، يحتضنون بها شيوخ الأئمة والعلماء والصلحاء، وكبار المجاهدين المحاربين.