في البداية لا بد لي من قول شيء لازلت على عهده، فأنا لم أخاطب شخصكم المحترم بأي خلفية سياسية، اللهم خلفية حب الخير لمدينتي.. وقد كان كلامي و معي عدد من الاخوة ممن يحمل نفس الغيرة، ينصب على فضيلة النصيحة، لأن المندوبية تمثل الجميع، و ليست توجها سياسيا حتى نستجلب خيل البيانات السياسية، أو نستجلب له من ينكر على المواطنين في مدينتي مساءلة هذه المندوبية في جملة من القرارات غريبة التفاصيل..! و تحت السطر الأخير من بيان الاخوة المحترمين في حزب الأصالة و المعاصرة، و الذي يصرح بما لا يدعو للشك بانتمائكم الحزبي، و تحوير النقاش حول أدائكم إلى نقاش سياسي محض، فلا مجال لي في هذه الحالة و لغيري طرح أي نقاش حول أدائكم، مادام أننا سنعتبره شأنا حزبيا داخليا، و هذا لعمري مغرق في الغرابة..! إننا اليوم في خندق واحد ملكا ومختلف السلطات و شعبا، في مواجهة جائحة متربصة بنا، و الخلل هذه الجبهة يصدر من جهتكم أو من أي جهة في الجبهة، قد تكون له عواقب وخيمة لا قبل لنا بها..! البيان السياسي لهذا الحزب الذي من بينه أصدقاء أعزاء لي، يورط شخصكم بما لا يدعو للشك في معترك الصراع السياسي، و الذي لا ينبغي أن يحدث مادمتم تمثلون وزارة صحة جميع المغاربة، و هي تسمى مندوبية وزارة الصحة وليست فرعا لحزب سياسي..! ومنطق الأشياء يقول أن مندوبيتكم المحترمة، لها واسع النظر في مسألة حق الرد المباشر على تصريحات رئيس المجلس الجماعي للقصر الكبير، بصفته المؤسساتية وليس بصفته الحزبية.. وحتى لا تفهم قصدي بشكل خطأ كما يحدث أحيانا، أؤكد لشخصكم المحترم أني مواطن حر لاانتماء حزبي لي، و ما أعبر عنه أحيانا أخرى في الشق السياسي له مجاله الواضح الذي لا لبس فيه، و أنا لا أستحضره اليوم في هذه الرسالة _النصيحة_، و التي أقصد من خلالها تنبيهكم إلى خطورة الاصطفاف و التمترس في خندق الحزبية الضيق، فالوطن للجميع و ليس من حق أي كان مصادرة حقنا في المطالبة بعدم تهميش مدينتنا صحيا.. في الأخير، أتمنى أن تقرأ رسالتي المفتوحة هذه بعين العقل، و أن لا يحجب معانيها أي واش كاذب من “كحل القلب” في السياسة..