بعد ما أعلن فريق مستشاري العدالة والتنمية بجماعة القصر الكبير عن تنظيم لقاء تواصلي لمناقشة حصيلة المجلس الجماعي يوم الجمعة 21 يونيو، تفاجأت المعارضة والمهتمون بالشأن العام المحلي بالمدينة، برغبة من رئيس المجلس الجماعي بالقصر الكبير “محمد السيمو” لحضور فعاليات اللقاء التواصلي، والتي أعلن عنها في بوابة الجماعة. السيد “سعيد خيرون” مستشار العثماني رئيس الحكومة -هذا الأخير الذي أثار حفيظة سائر الشعب المغربي- ورئيس المجلس الجماعي السابق بالقصر الكبير لمدة 12 سنة، والتي لم نعرف ما الذي أنجزه أو أنجزوه خلال هذه السنوات، غير أن غالبيتهم دخلوا المجلس بالدراجات الهوائية، وخرجوا منه بالسيارات والمنازل الفاخرة هنا وهناك… السيد “سعيد خيرون” الذي عاد الأسبوع المنصرم لرئاسة المعارضة بالقصر الكبير بعدما كان الفريق يرأسه السيد “خالد المودن” وذلك بأمر من الأمانة العامة للبيجدي حسب أحد الإخوة الصحفيين بالرباط، وذلك استعدادا لانتخابات 2021، ومن أجل كذلك “باش مايبقاشي يْخَفْخَفْ الرجل فالرباط بزاف” خاصة وأنه محسوب على التيار البنكيراني وليس العثماني، وزمام أمور الحزب في قبضة هذا الأخير وليس الأول. السيد “سعيد خيرون” اعتبر في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بالفايسبوك، قرار استعداد رئيس المجلس الجماعي بالقصر الكبير لحضوره اللقاء المشار إليه أعلاه، ضحكا على الذقون، واستفزاز للفريق، ومحاولة للتشويش، وبالتالي رئيس المجلس الجماعي غير مُرحّب به في هذه المرحلة وهذا اللقاء حسب تعبير “خيرون”. وبالنظر إلى صيغة هذا اللقاء التواصلي، نجده مُبهما و ملغوما ومُضلِّلا، ويتجلّى ذلك في عنصرين رئيسين وهما كالآتي: 1) لم يُحدَّد تاريخ الفترة الانتدابية اللي ستَتِّم مناقشتها في هذا اللقاء من طرف فريق البيجدي لحصيلة العمل الجماعي، هل هي مدة 12 سنة التي قضتها العدالة والتنمية؟ والتي لم يفعلوا فيها أيّ شيء، مقارنة مع أربع سنوات التي أنجز السيمو فيها مدخل العرائش بالمواصفات العالية، والملحقة الجامعية، وسوق الجملة، وترصيص عدد مهم من الأحياء بالبافي، وتهيئة كثير من الأحياء بقناة الصرف الصحي، ومنها حي ولاد حميد، وحي زوبيدة التي قال لهم خيرون في فترته “واش باغيين نعملكوم واد الحار فالسّما” حسب سكان الحي، وهلمّ جرا من المشاريع التي في طور الإنجاز… 2) لا يوجد في الإعلان عن اللقاء التواصلي تحديد لنوع الدعوة؛ دعوة عامة لحضور المهتمين و مواطني المدينة، أو دعوة خاصة بالأعضاء والمناضلين والمتعاطين مع الحزب؟ وبالنظر إلى تدوينة خيرون التي يُعلن من خلالها بعدم ترحيبه بالسيمو لحضور اللقاء التواصلي، نجده يُعلِّل ذلك بداعي أن اللقاء حزبي، في حين أن الإعلان ليس فيه حزبي، أو خاص أو عام، أو غير ذلك… وبالنظر كذلك إلى الأسباب التي جعلت “خيرون” يمتنع عن تلبية استعداد “السيمو” للحضور في اللقاء التواصلي، تُطرح الإشكالات الآتية: 1) “السيمو” في تدوينته يُبدي استعداده للحضور، مع رغبته بمدِّ فريق المعارضة بكل الوثائق والمستندات، وتقديم جميع التوضيحات للقضايا التي ربّما قد تكون غابت عنهم، أو حصل بصددها سوء فهم، حسب ماجاء في بوابة الجماعة، بينما “خيرون” يمتنع عن تلبية هذا الاستعداد، بداعي أن “السيمو” حجب المعطيات عن الفريق، ورفض تسليمه للوثائق، وأمام هذا التناقض في نظري يكون الممتنع “حيرون” يقوم بتغليط الرأي العام المحلي، والتدليس على الساكنة. 2) سبق للعدالة والتنمية أن أقاموا لقاءات تواصلية بدار الثقافة، فهل تم منعهم من ذلك؟ الجواب لا! هذه المرة تزامن طلبهم مع عملية إصلاح دار الثقافة، والتي يفتخرون بأنهم كانوا السبب في إنجازها -هذا موضوع آخر- الأمر الذي اعتبره “خيرون” في تدوينته سببا من الأسباب الواهية، مع العلم أنه يرى الإصلاحات قائمة في دار الثقافة، لكن السياسة تحجب الرؤيا للأسف، وتدفع الشخص إلى استغلال الساكنة بالتغليط والتدليس من أجل تصفية حسابات سياسوية ضيقة مع الخصم. وأخيرا؛ لا أرى أن “السيمو” سيمتنع عن تلبية طلب فريق المعارضة يوم الإثنين المقبل للحصول على الوثائق كما جاء في تدوينة “خيرون”، وأتمنى من هذا الأخير أن يفعل ذلك، ويُقيم لقاء تواصليا آخر، كما أشار إليه في ذات التدوينة، وأن يجمع بين الأغلبية والمعارضة و “السيمو” و “خيرون”.