أتفاءل برقم ثلاثة كثيرا ، والثلاثاء أخاله وصيفا لطيفا للإثنين العنيد. متمرد بطبعي، وضعي المفضل الرمادي ، والعزلة تروقني. الكتابة للغاوين قرص مسكن لفوبيا انتظار الآتي والغير الآتي . قال لي أبي يوما عندما تكبر وينمو شاربك ستعرف الكثير عن النساء . عندما تحدثني نفسي يوما أتصفح صورة لي على ظهر أمي وهي تخبز العجين . كانت جدتي تصاحبني إلى الضريح ،تقبل المدخل من جهتيه ،تسحب نعليها وتدخله حافية القدمين ،تقبل يد القيم ،تدع نقودا في صندوق كبير مثبت ،تشعل الشمع، تمرر كويرات من حديد على مفاصلها وتخرج في انتشاء بالغ وما تبقى من بقشيش يدخل جيبي في سخاء. سألتني طفلة بالزقاق القديم ونحن صغيران عن سر زغب صدر الرجل فأجبتها بأن الرجال ميالون الى أكل لحم الجدي بكثرة . حبب إلي من دنياكم القهوة والورق والعطر الأصفر . أحب الاستيقاظ باكرا مع صياح الديك، أراه يصرخ عاليا وحيدا ولا يبالي. لوكنت جارا لفريجنيا وولف لما تركتها تنتحر، لا شيء في الوجود مايستحق كل ذلك العناء . دراجتي الهوائية تشكو الوحدة بعدما انتفخت بطني ، يخال من يراني عليها بائع الحليب . من حق البحر أن يرفض اليوم زائريه ، كان في حاجة إلى البوح أيام القر فما وجد إلا الرمل والصخر . سألت معلمي مرة وأنا أغالب حيائي عن ربطة العنق فأجاب أنها من سر المهنة ،و عندما يرسلني لجلب الطباشير من المدير المرعب أحسبني فوق قانون المدرسة الصارم. مازلت لم أتصالح بعد مع صديق لي في الابتدائي ، عندما صعدت منصة الحفل أتقدم أصدقائي لألقي كلمة ترحيب زاحمني وأخذ الميكروفون في لؤم . كنت عاشقا للغناء جهرا في الخلاء،نهروني مرارا، بعدها صرت أطلق العنان لماء الصنبور المدوي وأغني للعندليب الأسمر. جئت إلى الدنيا حافين القدمين، وسأرحل عنها كذلك لكن بفرح عارم. مازالت خالتي مدينة للحناء والسواك والكحل مساء كل جمعة، يروقني النظر في سمتها وحبورها يسع العالم. عندما زرت عمتي بالجبل ذات ربيع جلبت بيض دجاج من عش ساخن ومررته برفق على وجهي وهي تهمس بدعاء وعيناها الجميلتين إلى السماء. أكره الشاي، قصته المرعبة سأحكيها لكم أحبائي إن كان في العمر بقية .