السخرية في الاساس هي سلاح ضد السلطة، لجأ الانسان اليها ليواجه السلطة والديكتاتورية، والسلطة هنا لا تعني فقط السلطة السياسية، بل قد تكون سلطة مجتمعية او دينية او ثقافية او… المهم السخرية هي سلاح من لا سلاح له، وقد لعبت ادوار خطيرة في تاريخ البشرية.. مع طفولة طفرة مواقع التواصل الاجتماعي قبل 10سنوات، برز لدينا في المغرب (خاصة على الفايسبوك) بعض النماذج التي حاولت ان تسخر من ضحايا السلطة عوض السخرية من السلطة، تسخر من الضعفاء وحدهم دون الاقوياء، حينها كان الامر مسليا الى حد ما، وكان الباعث وراء ذلك هو خلق نوع من التميز والبوز، واظهار الشخص الساخر نفسه بمظهر العميق الذي لا ينساق مع الجموع. لكن المثير للتقزز هو ان بعض النماذج البليدة في سنة2019 مازالت تعتقد ان بسخريتها من ضحايا السلطة قد تخلق لهم بعض التميز، ديدن هؤلاء السذج ان يسخروا من المعتقلين بتصويرهم انهم مجرد مغرر بهم كانوا ضحايا “تبياع العجل”، ويسخروا من نضالات الاساتذة ومن المقاطعة ومن المناضلين ومن كل منتشتم منه نفحة كرامة في هذا الوطن… المهم يسخرون بطرق صبيانية مقززة من كل من تشع منه كوة ضوء في صحراء هذا الظلام. لم يسبق لهم ان سخروا من السلطة ولا من المخزن ولا من الاقوياء، شغلهم الشاغل هو السخرية من الضعفاء والضحايا فقط. مثل هؤلاء ازدريهم اشد الازدراء، في المقابل احترم من يوزع سخريته بالقسطاس، لايقصرها على طرف دون اخر، ولهذا احترم الساخر الفايسبوكي الاول Khalid Cherradi، لانه لا يقصر سخريته على طرف دون اخر، يسخر من الجميع، حتى من نفسه اذا اقتضى الحال، فقط يحاذر ان تطال سخريته السدة العالية وهو في ذلك معذور. اما من اكتشفوا السخرية من الضحايا في 2019 فهم اكلخ الفايسبكة بالنسبة الي، يستمنون العمق والفهاماتورية بتفاهاتهم هذه، لكنهم في الحقيقة لا يفعلون شيئا سوى انهم يكشفون بأنهم اغبى من الضفادع ومن الغباء نفسه، وأضحل من الضحالة… * صحفي بموقع انوال