لا شيء يغريني في وجه نجيب محفوظ سوى شامته الكبيرة ، انها تروي احدى مفردات أدب الحارات القديمة . كل ديكتاتوري شهدته كراسي الحكم كتب مذكرات بأسلوب مذهل ، فالأدب عصي على الذوبان أمام هيبة العروش . وددت التأمل جيدا في قسمات وجه فريجينيا وولف وهي تهم بدخول النهر لتخلص نفسها من عذاب الحبيب ، قالوا عنها أنها كانت تبتسم . يروي التاريخ أن معدمي الشاعر لوركا كانوا يهتزون رعبا قبيل اطلاق البارود ، في حين كان يتلو أبياته ولا يبالي . أحب أن أغتسل وأتعطر قبل سماع شعر الحياة والأرض لدرويش . أبيات نزار تنقلني بسرعة الضوء الى شغب الحب . كم أعشق الوقوف على ركح المسرح ، أنظر في عيون المشاهدين صامتا ، فلكل نزيل مسرحية بأربعين فصلا . مرة تلوت أشعاري على الجمهور فلم يعبئ بها أحد ، سلمتها لشاعر مرموق ، تلاها بعد حين ، قامت الدنيا تصفيقا ولم تقعد . سألت يوما حكواتيا بساحة جامع الفنا عن العولمة فقال انها غول يأتي على الذاكرة . كانت جدتي تغريني بالبساسيط لأقوم أمامها بدور ساعي البريد ، كم هو مشين القيام بدور بدون مقابل . يروقني الانصات الى ناي أرغونر وأنا أنظر الى الأعلى ، فالناي مرسل حتما من السماء . قال شكسبير يوما أن في عصره حمقى يقودون عميانا ، انقلبت الآية يا وليام في عصرنا ، يمكننا قراءة عبارتك معكوسة بكل ثقة . كأني بالذي يرصع أبياته الشعرية بالنفيس من اللغة ينشد ملكا ضائعا . مرة تلوت على والدتي مقتطفا مما كتبت ، سألتني وهي تداعب فروة رأسي : هل أنت الذي كتبت ؟ ، أجبتها وأنا أزدرد خبزا مغمسا في الزيت المحلى : لا يا أمي ، الذي كتب هو الطفل الذي لم يكبر في . وددت ارسال أحلامي للاستجمام قليلا ، فقد تعبت من عذاب الانتظار . قصتي مع قهوة المساء موغلة في زمن العشق المتمرد . سألني معلمي ذات يوم عن ما ينبغي أن أكون عليه في المستقبل فأجبته : أحب أن أكون أنت ، قطب شاربه الكث وأهداني قطعة ماروخا ، سأل صديقي حمو فأجاب : أحب أن أكون رجل اطفاء ، قهقه المعلم في انتشاء وأهداه قطعتين . عندما كانت زوجة أبي تستمع لفن الملحون لم تكن تحب أن يكلمها أحد ، في حين كان المغاري يبكيها . قال الملك الراحل ، لو لم أكن ملكا لوددت أن أكون مؤرخا ، كان يود أن يكون مؤرخا ليكتب ما يريد كما حكم كيف أراد. لا شيء يحببنا في الحياة سوى خوفنا من الرحيل . الحياة قصيدة جميلة ، غانية ، غجرية ، متهتكة ، بائعة هوى ، لا تؤمن بالحب . عندما سأشرع في الاحتضار وأترجل عن دنياكم سأكون حتما سعيدا ، ففي الضفة الأخرى هناك حبيب ينتظرني على أحر من الحب . لا تنسوا وصيتي أصدقائي بأن تدفنوا معي كل ما كتبه يراعي ، ” سأخبر الله بكل شيء ” .