كثر الحديث عن “الحاج السيمو” رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير، ووصل الأمر إلى حد اعتباره ظاهرة سياسية وجب وضعها قيد الدرس والتحليل من قبل علماء الاجتماع !. وهذا قول الكثيرين للإشارة … وسبب هذا التقدير السياسي وحجج أصحابه، أن الرجل ورغم أنه انسان لم يكن محظوظا على المستوى التعليمي فإن له قاعدة جماهيرية واسعة وأنه رجل قرب وتواصل دائم مع الساكنة واستطاع لوحده هزيمة حزب سياسي من طينة “العدالة والتنمية”، بالاضافة إلى بعض المنجزات المحلية المرتبطة بالبنية التحتية على مستوى التسيير الجماعي. ناهيك على النفوذ الذي يتمتع به الرجل باعتباره ابن دار المخزن المدلل في المنطقة وهذا ما يمنحه شبكة علاقات واسعة تفتح له الطريق في البحر … ملاحظات : – من أصل 30 ألفا و663 مستشارا يسيرون شؤون جماعات المملكة ال1503، 4739 منهم لم يلجوا المدارس في حياتهم. وعدد المستشارين الذي لم يتجاوز مستواهم الدراسي الابتدائي يصل إلى 8792 مستشارا في الجماعات، و212 في العمالات والأقاليم، و44 في مجالس الجهات… من خلال هذه الأرقام (وهي أرقام رسمية) يتضح أننا أمام ظاهرة جماعية تضرب مجموع تراب المملكة على مستوى الانتخابات والتسيير الجماعي ولسنا أمام حالة متفردة ! وهذا الأمر له أسبابه وأهدافه المدروسة في دهاليز وزارة الداخلية لا يسع المقام هنا لتفصيلها. – كلنا نعلم أن الانتخابات في المغرب هي فاقدة للمشروعية الشعبية وأرقام المقاطعين وغير المسجلين في الللوائح الانتخابية تتحدث عن نفسها. كما أن الكتلة الناخبة في المغرب هي من الفئة العمرية الكبيرة ويغلب عليها طابع الأمية ولا زال أغلبها يدهب إلى صناديق الاقتراع على اعتقاد منه (أو كما يفهمه أعوان السلطة ) أن الأمر يتعلق بالصحراء المغربية أو بالملكية، وأن القاعدة الكبيرة والمقاطعة هي فئة الشباب والمتعلمين… وإن كان من أمر يستحق الدراسة فهو ظاهرة مقاطعة الشباب للانتخابات أو اللعبة السياسية بشروطها الراهنة. ناهيك عن التزوير والأموال وعدم التمييز بين اللائحة الوطنية والمحلية والرموز دون الحديث عن البرامج والأشخاص وطريقة التصويت والتقطيع الانتخابي وتحريك النعرة القبلية وتوظيف الأضرخة والزوايا والمساجد…. – لا يمكننا الحديث عن قاعدة جماهيرية في غياب الحاضن لها من الأساس، أي الحزب السياسي. ولا يمككنا الحديث عن الحزب السياسي في حد ذاته دون الحديث عن البرنامج والمشروع المجتمعي البديل. وهذا أمر غير موجود في المغرب حاليا من داخل اللعبة . بل يمكننا الحديث عن أتباع تجمعهم لغة المصالح وقضاء المئارب الشخصية والعائلية باعتبار مدى قرب أو بعد “الكائن المنتخب” من السلطة. وينفض هذا الجمع بانقضاء أسباب تجمعه… – ولأن لغة المال والنفوذ وكل ما ذكر سالفا هي العوامل الحاسمة في العملية الانتخابية، فطبيعي جدا أن تكون النتائج على مقاس واضعيها، وطبيعي جدا أن تفرز لنا العملية الانتخابية هذه الظواهر على حساب اقصاء النخب الحقيقية والبرامج…