بادر نادي الحكمة بالثانوية التأهيلية وادي المخازن القصر الكبير ، وجمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بها ، إلى تأبين الراحل الزهير جبيلي ، وذلك بفضاء المؤسسة مساء السبت 12 يناير الجاري. الحفل التأبيني الذي عرف حضور أطر إدارية وتربوية وجمعوية ومنتخبة، إلى جانب أسرة الفقيد وأقربائه واصدقائه، تضمن تقديم برنامج افتتح بتلاوة عطرة من كتاب الله قدمها المقرىء أسامة خليل، فكلمة الأستاذ عز الدين البدوي عن نادي الحكمة بحيث بسط السياق العام لتأبين رجل ترك حسرة بعد رحيله وسط معارفه وأقربائه، وكل من نهل من علمه وأخلاقه باعتباره واحدا من أبناء المدينة البررة. الأستاذ البدوي قدم للحاضرين الأسماء المشاركة بشهاداتها ، من باحثين وشعراء وزملاء الرحل. الأستاذ محمد منيار مدير المؤسسة في كلمة له بالمناسبة استحضر تلك العلاقة التي جمعته بالراحل وما عرف عنه من إخلاص في العمل ، وتفان في أداء رسالته، ليشكر بعد ذلك كل الحاضرين الذين لبوا الدعوة .. رئيس جمعية امهات واباء وأولياء التلاميذ الأستاذ محمد أبركان بعد توجيه الشكر للحاضرين تحدث عن الأثر الطيب للاستاذ الراحل الزهير جبيلي كمثال يحتدى في الأخلاق الحميدة والسلوك الطيب ، وعن المجهود المبذول من طرف الجمعية وباقي الشركاء من مديرية ومنتخبين من أجل إنجاز قاعة متعددة التخصصات تليق بمكانة المؤسسة وتاريخها والرجالات الذين نهلوا من معارفها ، داعيا إلى تكوين إطار جمعوي يضم قدماء الثانوية للإسهام في دعمها وإشعاعها. الباحث الأستاذ محمد أخريف رئيس جمعية البحث التاريخي والاحتماعي بالمدينة ، بعدما تحدث عن الفراغ الذي تركه رحيل الأستاذ الزهير جبيلي قدم ورقة تعريفية مفصلة عنه منذ الولادة ببني زكار ( عين زياتن ) وما طبع عليه من حب للخير والتحصيل العلمي ، إلى عمله الدؤوب داخل الجمعية منذ التحق بها ، وحمله لمشروع علمي يهدف الى التعريف بأسماء علمية محلية ، ونفض الغبار عنها ، كان قد دشنه بمنجز حول الفقيه سيدي عبد السلام الجباري …الى جانب شغفه بعلم الأنساب والتصوف وتحمل اعباء الترحال من أجل التزود المعرفي…. الشاعر والباحث الشريف مصطفى الطريبق كشف عن العلاقة التي جمعته بالراحل الذي أبان عن نبوغ، وحمله لمشروع يهتم بعلماء القصر الكبير المتخرجين من القرويين، لذلك دشنه بالعلامة عبد السلام الجباري على أن يردفه بالعلامة الكشوري الزرهوني لكن القدر لم يمهله…. الحاضرون تابعوا الأستاذ مصطفى الطريبق وهو يلقي قصيدته الشعرية التي مطلعها : ألا لله فيما شاء حكم … الباحث الأستاذ جمال رداحي اعتبر المؤبن جبيلي منارة فكرية وتربوية ، وشعلة علمية شغوفة بالعلم والبحث بشكل استثنائي كباحث ومهتم بعلم التراجيم . وقدم الأستاذ جمال رداحي قراءة في مؤلف الراحل الزهير جبيلي ( تحفة القاري …) انطلاقا من الغلاف والتصديرين والمقدمة مرورا بالمباحث / المطالب ثم الملاحق ، والانتهاء من رغبة الراحل في التصويب والتعديل … الاستاذ أنور ترفاس في مداخلته ربط بين الراحل والمدرسة العمومية باعتباره صورة مشرقة لها، كما أشار للجوانب العلمية والنضالية في شخصيته ، وإنفاقه بسخاء من أجل ذلك ، والتصاقه بقضايا مجتمعه…. وخلص الاستاذ ترفاس الى جعل سيرة الرجل منهاج حياة ، وطالب جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالعمل على إخراج الكتاب الثاني للراحل بعد التنسيق مع اسرته ، كما تقدم بمقترح لمجلس التدبير بإطلاق اسم الزهير جبيلي على قاعة الاساتذة. كلمة المجلس البلدي قدمها السيد رشيد الصبار الذي قدم خالص التعازي مع دعم وتشجيع كافة المبادرات لصالح المؤسسة ، فيما نجلة الراحل اعتبرت رحيله بالجسد لا بالروح ، إذ لا زال حاضرا بتوجيهاته… تخللت الحفل التأبيني فقرات انشادية دينية للمنشد الغوتي مع تقديم شهادات من طرف الحاضرين أجمعت جميعها على ما كان يا يتمتع به الرجل من مكارم الأخلاق .