حسن البراق..فنان متعدد،يسبح بريشته في بحار التعبير التشكيلي : من الرسم والكاريكاتور والتشكيل اللوني،تعدد يستوطنه منذ الصغر فشيد ولازال بواسطته جسورا من التواصل الإبداعي..يحرص دائما على منح كل جنس إبداعي مقوماته التقنية بتمكن ملحوظ.. في الكاريكاتور هو غرافيست متمكن من آليات الرسم الساخر،يلتقط بواسطته مظاهر من المعيش ليقدمه في مشاهد ساخرة منتقدا عبره مجموعة من الظواهر الاجتماعية والسياسية.إبداعاته الساخرة تدين السياسات المتعاقبة في المجال الاجتماعي فيسخر من واقع الحريات والتعليم والصحة كما ينتقد بعض الظواهر الاجتماعية التي تعكس صورا سلبية عن مظاهر التخلف والانحطاط التي لازالت سائدة. هو أيضا عاشق للضوء واللون..عشق جعل منه فنانا انطباعيا بامتياز..لا يهاب المشاهد..بل يقتحمها بجرأة قوية ليعيد بناءها عبر لطخات الفرشاة والموسى ..هو لا يغرق في التفاصيل..فقط يختزلها عبر لمساته اللونية القوية.عند وقوفك أمام أعماله عن بعد..يبدو لك المشهد متكاملا وتغمره الظلال والأضواء..وحينما تقترب من نفس العمل..تبهرك قوة المساحات اللونية المتناغمة تارة والمتنافرة تارة أخرى وكأنها تركيبات تجريدية. بهذا الأسلوب،يقارب كل المواضيع،يرسم أزقة ودروب مدينته القصر الكبير،تحضر عنده أيضا الأبواب والنوافذ ولا تهمه جمالية المشاهد بل يهتم بالدلالات الرمزية لما وراء الأبواب المهترئة،والنوافذ الموصدة،ويعمق هذا البعد الرمزي من خلال اختياراته للألوان الترابية التي تجاورها بعض الألوان الساخنة كي تعمق دلالات العمل الفني. وبعد اشتغاله على موضوع المكان،أصبح المبدع حسن البراق عاشقا للطبيعة والبحار.وفي اختياره هذا أثبت قدرته على الوفاء للمدرسة الانطباعية،يهتم بالظل والضوء ويوزع ألوانه بتناغم ساحر عبر مساحات اللوحة ..هو بهذا يتماهى مع الطبيعة بسحر ألوانها وضيائها.وبنفس قوته التعبيرية في رسم المشاهد الطبيعية يرسم البحار بأمواجها العاتية والزوارق المتماثلة مع ظلالها العائمة. لا يفوتني أيضا أن اشير إلى تجربته الأخيرة والتي كانت موضوع معرض فردي بمدينة القصر الكبير في السنوات الأخيرة والمتمثلة في اشتغاله على جماليات الورد حيث قدم باقات جميلة ورائعة من الأزهار والرياحين بأسلوبه الانطباعي الجميل.. هو هكذا حسن البراق..فنان جريء ومجدد..يعمل في صمت،يمقت الأضواء الكاذبة..إنسان نبيل متشبع بثقافة التسامح والاعتراف. أفتخر بتجربتي معه من خلال مجموعة من المعارض الثنائية أو الجماعية بمختلف المدن