خيم التوتر على أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال، المنعقد أول أمس (الأحد)، وترجم من خلال انتقادات لاذعة وجهها أعضاء برلمان الحزب إلى طريقة تدبير مرحلة الإعداد للانتخابات البرلمانية من قبل القيادة. وعلمت "الصباح" أن مجموعة من المناضلين، عددهم يقارب 20، تقدموا، على غير العادة، بلائحة مشتركة في إطار المداخلات التي عرفتها أشغال المجلس مساء أول أمس، الشيء الذي اعتبره سعد العلمي، القيادي الاستقلالي، الذي تكلف بتسيير الجلسة المسائية، بعد انسحاب عباس الفاسي، الأمين العام، "سابقة من نوعها" في إطار اجتماعات المجالس الوطنية، إذ اضطر إلى استفسار أصحاب المبادرة إن كان أحدهم سيتولى تقديم مداخلة باسم المجموعة، فكان الرد أن كل واحد منهم سيتدخل بشكل انفرادي. وحسب مصادر من المجلس الوطني، فإن مداخلات أصحاب اللائحة تميزت بحدة عالية في الخطاب، ووجهت ملاحظات ثاقبة، وانتقادات لاذعة إلى قيادة حزب الميزان، فمن بين الأمور التي لفتت انتباه الأعضاء المعنيين أن البرنامج الانتخابي لحزب الاستقلال أعد في الدارالبيضاء، بعيدا عن المناضلين، "الذين لم يتم إشراكهم، علما أنهم هم من يفترض أن يساهموا في صياغة البرنامج الانتخابي، وليس في غيابهم"، كما شدد على ذلك العربي الشرقاوي، عضو المجلس الوطني، الذي أكد ضرورة حضور مؤسسات الحزب في هذه المحطة السياسية الحاسمة، ففي نظره، لا يمكن التوصل إلى برنامج انتخابي بتغييب المناضلين الذين يتكلفون بتنزيله والدفاع عنه خلال الحملة الانتخابية. من جهته، شن نوفل عامر، عن منطقة العرائش، هجوما قويا على عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية المرشح لقيادة لائحة الحزب بالمدينة، وذهب عامر إلى القول إنه كان على البقالي أن يطلب الاستشارة من استقلاليي العرائش، قبل أن يعتبر الأمر محسوما، في إشارة منه إلى ما حصل أثناء قرار ترشيح عباس الفاسي في الدائرة نفسها. وأوضح عامر أن الفاسي عندما أراد الترشح في العرائش، طلب من أهلها ذلك، فتم الترحيب به، أما بالنسبة إلى البقالي، فإن الأمر كان مختلفا. وركزت نجاة الرياحي، عضو اللجنة المركزية للحزب، في مداخلتها على سر تولي اللجنة التنفيذية مسؤولية الحسم في اللائحة الوطنية، في حين أن اللائحة الخاصة بالشباب تكلفت بها هياكل الشبيبة الاستقلالية. وتساءلت الرياحي عن سبب هذا التمييز، لأنه في نظرها، كان بإمكان منظمة المرأة الاستقلالية أن تشرف على عملية اختيار مرشحات اللائحة الوطنية، وترتيبهن، عوض ترك الأمر بيد من تمكنوا من وضع لائحة على المقاس.