لا يمكن لزائر ضريح أبي الحسن علي بن خلف بن غالب الأنصاري القرشي الأندلسي إلاان يتأسف ويتأسى عن الحالة المتدهورة التي وصل إليها هذا المزار الذي يقصده الزوار من داخل المدينة وخارجها ، فمنذ غشت 2010 والمدفن الرئيسي لما يسمى محليا ب "مولاي علي بوغالب " مغلق في وجه الزوار ولا يفتح أبوابه إلا في حالة زيارة الحاجب الملكي بمناسبة تقديم الهبة الملكية السنوية. وأنت تتأمل بوابة دفين الضريح تلحظ ما طال جنبات جدرانها من شقوق بادية ،أما بالركن الأيمن فتقع الفسحة التي اعتاد سكان المدينة إقامة طقوس الختان بها خلال المولد النبوي الشريف وهي في حالة من التردي العمراني الباعث عن الحسرة لأيام كانت تعج بالحركة ،وإلى جانب هذه الفسحة تقع مباشرة "قبة النحل " وقد أعيد بناؤها بعدما تهاوت من دون إعادتها لسابق عهدها لتبقى بنيانا خاليا من أي لمسة فنية ،أضف إلى ذلك ما علق بجدرانها من أوساخ وتفحم ،وغير بعيد من هذه القبة يقع الفناء الذي تتوسطه نافورة كان لمائها بركة لكنها اليوم جافة المنابع وقد طالها التشويه بعدما أقيمت فوقها أنابيب مائية معدنية تفتقد لأية لمسة جمالية ، بل هي عجب من وحي من لايقدرون قيمة المكان واهتمامات الإنسان . ويبقى المسجد العتيق الواقع يسار زائر الضريح ، وبه تقام الصلوات الخمس ويصلى على الجنائز لقربه من مقبرة المدينة ، ويلحظ الزائر كون المسجد المذكور فصل الجزء الرئيسي منه عن طريق بناء سور فاصل ، وبهذا الجزء الذي يطل بباب عن الفناء نرى ما لايمكن تصوره من بقايا ومخلفات وأزبال وتصدع الجدران وذهاب تلك النقوش الزخرفية التي كانت تؤثث القبة التي لم يبق منها إلا أدرعا خشبية تتوسطها كوة تطل على الفضاء مباشرة مما يسهل عملية تسرب مياه الأمطار إلى هذا الجزء من المسجد المغلق لأكثر من 33 سنة. البوابة الرئيسية للضريح لم تسلم من اكتساح عوامل الرطوبة لها حتى غدت في حالة من البؤس وبها آثار فعل التناسي الذي لم يقدر على طلائها . ل "باب العار " رمزية خاصة ومكانة ترتبط بطقوس ارتبطت بالتواجد الاستعماري بالمدينة والاحتماء بها ، اليوم تحولت إلى ملاذ للمنحرفين والمشردين " الشمكارا " وفي ذلك اغتيال للذاكرة الجمعية المحلية وطمس دلالاتها في وجه شباب قد لا يعلم القيمة التاريخية لهذه الأمكنة وما توحي به من رمزية لدى الساكنة . إن ضريح مولاي علي بوغالب بالقصر الكبير ذي الهندسة الاندلسية الرائعة جدد مرات عبر التاريخ من طرف الملوك المغاربة ،ومنهم من زاره لمكانة دفينه الذي كان يملك عرسة حبسها في حياته لتكون مقبرة للمسلمين ولازالت هذه المقبرة تقوم بهذا الدور الى يومنا هذا ،،نتمنى ان تعرف يد الاصلاح والترميم طريقها الى هذا الضريح الذي يطلق عليه العامة " مول البلاد " .