جاء في الأثر الكارطوني (...) مسلسلا كوميديا فريدا من نوعه٬ أضحك الكبار قبل الصغار٬ أضحك جميع أجناس بني البشر٬ أضحك أجيال وأجيال ولازال. نفس عن المهمومين والمغمومين والمحرومين ولو لحظات .. إنه المسلسل العالمي الغير المدبلج إلى لغة الضاد (...). أولغة الشارع، (السوق) مسلسل القط طوم والفأر جيري. الذي أدهش الجميع بإحترافيته٬ ومهارة صاحبيه. وأبان عن ذكاء ممزوج بالتهور والتسرع، لدى القط طوم٬ والفطنة الخارقة عند الفأر جيري٬ فالإثنان تحركهم غريزة حب البقاء٬ والعيش في أمن وأمان... وفي كل سلسلة ألات وأليات٬ أسلحة٬ أفكار٬ وخطط... كل واحد يدافع عن نفسه٬ بما أوتي من علم٬ قوة٬ وذهاء. أليات ضخمة تصاحب الطعم أو الجبن الصغير٬ الذي يراد منه الإيقاع بالفأر جيري٬ ليصير فريسة ولقمة صائغة بين أنياب القط طوم. لكن سرعان ما يتحول هذا المشهد ردا جميلا (...) ليصير ذاك الطعم مصيدة يقع فيها القط طوم. الذي رغم كبواته المتتالية٬ يضل وفيا للمطاردة التاريخية٬ من أجل القضاء على الفأر جيري... ومع توالي الحلقات والمطاردات٬ تصبح الحميمية والألفة٬ عنوانا بارزا في علاقة القط طوم والفأر جيري٬ تتكلل في بعض الأحيان بإمضاء الصلح و الهدنة٬ أو إيقاف الصراع بشروط٬ سرعان مايتلاشى بفعل فاعل أو نائب الفاعل٬ أو بفعل الطبيعة أو الحظ (...) ليبدأ صراع جديد قديم ٬أكثر قساوة وشدة٬ بعد تقطيع وتمزيق معاهدة الصلح (...) لكن٬ رغم العنف (...) والعنف المضاد (...) التي تعرفه السلسلة٬ فالقضية لم تدول (...) ولم ينظر فيها السيد "بان كي مون". رغم أن العالم يشاهد حلقاتها٬ ورغم الكم الهائل من خطط الكر والفر٬ والمطاردات المجنونة ٬والحملات المستمرة٬ وإستعمال الأسلحة المحظورة٬ والغير المحظورة (...) كل هذا لايعطي سواد الحالة٬ بل يضفي جمالية ويدخل البهجة في النفوس٬ وتكون الفرجة الهدف المنشود٬ عقب كل محاولة فاشلة لطرف وناجحة لطرف أخر. وبعيدا عن القط طوم والفأر جيري٬ بعيدا عن المسلسل الكارطوني٬ نجد الساحة السياسية المغربية مليئة وغنية وتتوفر على فائض في إنتاج"طومات" و"جيريات" من نوع أخر. الكل يجري٬ ولايعرف إلى أن يجري؟ والكل يريد٬ ولا يعرف مايريد؟ والكل يقول٬ ولا يعي مايقول؟ والكل يدعي الحقيقة٬ والحقيقة للوصول إليها مسافة ضوئية يصعب تعدادها. .يتيه المواطن في بحر سلسلة الساسة التي لا تنتهي٬ الساسة المنبعثين من مقابر(...) عفوا من صناديق إنتخابية٬ أتانا بها الربيع (...).يتيه ويتساءل من على حق؟ من يتوجع حين يتوجع تلميذ في أنفكو؟من يتألم حين يتألم متشرد البيضاء أو طنجة...؟من يخجل من سماع الرضع كل يوم في قمامة الزبالة أو في محرقة أو مرحاض أو في الرصيف ..؟من يتحسر عن الألاف العاطلين بلاعمل أصحاب الشواهد وغير الشواهد..؟.من... ومن ... إن كان حال طوم القط بقفزاته البهلوانية٬ وأفكاره الشيطانية٬ يريد الحفاظ على نفسه ومكانته والعيش في إطمأنينة. .نفس الشئ مع جيري الفأر صاحب الأساليب الماكرة رغم كل هذا (...) وذاك (...) فإنهم يدخلون الفرجة والبهجة والسرور لمنازلنا فحال قوم الساسة اليوم عندنا عكس ذلك٬ يدعون أنهم يدافعون ويناضلون٬ ويقطعون البحار والمحيطات٬ ويجوبون الأنهار والوديان٬ ويصرخون ويهتفون بفن الغرزة (...)والأخر بلعب الكارطا (...) بعد جلسة ماراطونية٬ والأخر بأخذه للقيلولة البرلمانية (...) بعد وجبة دسمة في سوق الأحد٬ والأخر في خشيان الهضرة (...) وهلم جرا...من أجل الوطن والمواطنين. فإنهم لايعلمون (...) أويعلمون علم اليقين٬ أنهم بعملهم هذا يدخلون الحزن والتعاسة والغبن لمنازل المغاربة. فألف تحية للقط طوم وألف أخرى للفأر جيري ومليون لا لساسة أهل المغرب