أبهرت اللجنة المنظمة في لندن العالم بحفل افتتاح ضخم وجميل جداً للألعاب الأولمبية الصيفية مساء اليوم الجمعة في الملعب الأولمبي في ستراتفورد، وسط حضورٍ جماهيري حاشد. واستهل حفل الافتتاح بقيام الدراج الإنكليزي برادلي ويغينز المتوّج حديثاً بلقب دورة فرنسا، بقرع الجرس النحاسي الضخم الموضوع على أحد جوانب الملعب الذي يتسع لثمانين ألف متفرج إيذاناً بانطلاق الحفل. وكان هطول الأمطار بغزارة قد هدد بإفساد الاحتفال، لكن السماء أصبحت صافية قبل دقائق من بداية الاستعراض الذي شاهده جمهور يبلغ نحو 60ألف شخص في الملعب الأولمبي بالإضافة لأكثر من مليار مشاهد عبر التلفزيون في أنحاء العالم. وفاجأت ملكة بريطانيا إليزابيث التي يبلغ عمرها 86 عاماً جميع متابعي الحفل وهي تضع جانباً تحفظها الملكي في تسجيل، حيث استقلت طائرة هليكوبتر مع دانييل كريغ ممثل شخصية جيمس بوند، فأظهر تسجيل بديلة لها وبوند يقفزان من الطائرة باتجاه الملعب، وبعد لحظات أخرى دخلت الملكة بنفسها. وسيتنافس آلاف الرياضيين من 204 دولة في 26 رياضة خلال 17 يوماً في المدينة الوحيدة التي استضافت الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات. وفي حفل استقبال اليوم الجمعة أوضحت الملكة إليزابيث الدور الذي لعبته العائلة المالكة البريطانية بعد إعادة إحياء الألعاب الأولمبية في أثينا عام 1896، وقالت: "سيكون هذا الأولمبياد الثالث في لندن (رقم تاريخي)، حيث افتتح جدي الأكبر ألعاب 1908 في وايت سيتي، وافتتح والدي ألعاب 1948 في ملعب ويمبلي وأخيراً هذا المساء سأنال شرف إعلان افتتاح دورة لندن الأولمبية 2012 في ستراتفورد بشرق لندن". واستلهم حفل الافتتاح الذي كلّف نحو 27 مليون جنيه إسترليني (42 مليون دولار) من مسرحية "العاصفة" لوليام شيكسبير التي كتبها في أواخر حياته حول العمر والفناء. ونقلت الشاشات العملاقة في الملعب مشاهد وأصوات جوقة من الأطفال وهم يغنون في إنكلترا وإسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية أربع أغنيات مختلفة تمّ مزجها معاً لتعبر عن النمط الموسيقي لبريطانيا. وبدأت اللقطات المعبرة عن التاريخ البريطاني في الحفل بوصف للريف ليصل بعد ذلك إلى الثورة الصناعية، واختتم الحفل بأكبر مساهمة بريطانية في الثقافة الشعبية والموسيقى في القرن العشرين وتمّ الاحتفال بها بأداء لعضو فريق بيتلز السابق بول مكارتني. كما ظهر نجم الكرة الإنكليزية ديفيد بيكام في لقطات يقود قارباً في نهر "التايمز" حاملاً الشعلة الأولمبية. وشهد الحفل المزيد من الفقرات المرحة وخاصةً ظهور الممثل الكوميدي راون أتكينسون (مستر بين) والذي رافقته في هذه الفقرة فرقة أوركسترا بقيادة سير سيمون راتل وذلك في فقرة مزجت فيها مشاهد مصورة باستعراض كوميدي من "مستر بين" لترتسم الابتسامة على وجوه الجميع وتتعالى الضحكات في أرجاء الملعب الأولمبي بلندن. وتابعت عدة شخصيات عالمية من مختلف بقاع العالم الحفل الذي استمر لعدة ساعات.