كان التحدي الأول في يوليو/تموز 2005 بسنغافورة، ورفعته بريطانيا بنجاح عندما انتزعت أمام فرنسا حق استضافة الألعاب الأولمبية 2012. وها هي لندن عشية افتتاح هذه الألعاب تستعد وتتطلع وتبذل قصاري جهدها لرفع تحد ثان لا يقل أهمية عن سابقه وهو كسب رهان المواصلات والنقل. وظهرت مشاكل عديدة في الأيام الأخيرة في مطار هيثرو الدولي وفي بعض محطات قطارات الأنفاق، خاصة تلك التي تربط بين المواقع الأولمبية الأربعة عشر وأبرزها المنتزه الأولمبي بمنطقة ستراتفورد، في شرق لندن، حيث سيجري غدا الجمعة حفل الافتتاح بالملعب الأولمبي الجديد. وكانت اللجنة المنظمة الأربعاء على قدم وساق لوضع اللمسات الأخيرة لضمان نجاح التظاهرة. إضراب عمال المواصلات يلوح في الأفق ولكن الاضطرابات في قطاع المواصلات من المرجح أن تستمر وتزيد، علما أن الصحافة البريطانية دقت ناقوس الخطر وشددت انتقاداتها ضد عمال بعض المحطات مثل محطة "سنترال" التي تربط لندن بالمنتزه الأولمبي الذين لم يستبعدوا القيام بإضراب يوم افتتاح الألعاب، وحتى بعض نقابات عمال مطار هيثرو لمحوا إلى إمكانية الإضراب كوسيلة للتوصل إلى اتفاقات مع موظفيهم. وقد أوضحت هيئة المواصلات اللندنية مطلع الأسبوع أن عدد رحلاتها خلال الألعاب الأولمبية، التي تجري فعالياتها من 27 تموز/يوليو لغاية 12 آب/أغسطس، ستزداد بشكل كبير. وقد أعرب بعض الصحافيين العرب الذين التقيناهم في المركز الدولي للإعلام، بالمنتزه الأولمبي، عن خشيتهم أن تتحول الألعاب إلى جحيم لسكان لندن أنفسهم ولكل من سيحضر المنافسات بسبب المشاكل المتكررة في قطاع المواصلات. أكثر من 100 شخصية ستحضر حفل الافتتاح كانت اللجنة المنظمة واجهت مشكلة كبرى في الموازنة المخصصة لألعاب لندن 2012، حيث كان المشروع الذي تضمنه ملف ترشحها في 2005 والذي قدمته للجنة الأولمبية الدولية قدر بنحو 4.7 مليارات يورو ليصل اليوم إلى أكثر من 11 مليار يورو. وبالرغم من كل ذلك، شهدت لندن الأربعاء مظاهر عرس تريده أن يكون عالميا وانطلاقته من الملعب الأولمبي بحفل أحيط بسرية تامة وقالت الصحافة إنه سيبهر الجميع. ومن المتوقع أن يحضر الافتتاح أكثر من 100 شخصية سياسية ورياضية وفنية عالمية تتقدمهم الملكة إليزابيث الثانية، التي تتربع على عرش المملكة المتحدة منذ 1952. وفيما يستمر العد العكسي بساحة "ترافالغار سكوير"، غير بعيد عن ساعة "بيغ بن" الشهيرة، تواصلت الاستعدادات بالملعب الأولمبي وتواصل توافد اللندنيين والسياح إلى المنتزه الأولمبي لزيارته والتمتع بالنزهة قبل العودة إلى ديارهم وفنادقهم معرجين على "ويستفيلد ستراتفورد" أكبر مركز تجاري في العالم، الذي فتح أبوابه في أيلول/سبتمبر الماضي والذي يتضمن 300 متجر و70 مطعما وثلاثة فنادق. فإن كانت الألعاب نزهة وتسلية، فإنها في الوقت ذاته تسوق وأعمال ضخمة. ** المصدر : فرانس 24