أجمعت الصحف الوطنية، الصادرة يوم أمس الأربعاء، على أن المنتخب المغربي وإن كان الطرف الأفضل والأكثر سيطرة على مجريات المباراة التي جمعته مساء أول أمس الإثنين بملعب الصداقة بليبروفيل بالمنتخب التونسي، فإن هذا الأخير هو الذي خرج فائزا بفضل "واقعيته في اللعب ونجاعة اختيارات مدربه"، معتبرة أنه رغم الهزيمة فإن حظوظ الفريق الوطني في التأهل للدور الثاني ما تزال قائمة. وكان المنتخب الوطني المغربي قد تعثر في مباراته أمام نظيره التونسي بهدفين مقابل واحد (2-1)، برسم الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 لكرة القدم، التي تستضيفها غينيا الإستوائية والغابون من 21 يناير الحالي حتى 12 فبراير المقبل. وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفتا (الأحداث المغربية) و(الاتحاد الاشتراكي) هذه الخسارة بمثابة"صدمة قوية" لكون المنتخب المغربي، تقول الأخيرة، كان المرشح الأبرز للفوز بالديربي المغاربي على الورق على الأقل، وذلك على خلفية القيمة الوزانة للاعبي الفريق الوطني والمستوى التقني المتصاعد الذي ظهروا به في مرحلة التصفيات والانسجام الذي أبانوا عنه في المباريات الإعدادية الأخيرة. وأرجعت "الأحداث المغربية" الهزيمة أمام "نسور قرطاج" إلى سبعة أسباب منها "نقص الجاهزية" و "ضعف التغطية" و"غياب اللمسة الأخيرة" و"سوء الحظ". ولاحظت بعض الصحف ومنها (الصباح) أن المنتخب التونسي حقق الفوز بفضل حسن انتشاره وواقعيته في اللعب وحسن استغلاله الفرص، فيما غابت النجاعة والفعالية عن لاعبي المنتخب المغربي الذين سقطوا في فخ التسرع وسوء التركيز أمام مرمى الحارس أيمن المثلوثي. ومن جهتها، سجلت (أخبار اليوم) أن نقط الضوء في الفريق الوطني تمثلت في "التألق الباهر" للحارس نادر المياغري الذي كان "رجل المباراة بامتياز" ويونس بلهندة والثلاثي البديل حجي وتاعرابت والعربي الذي ظهر بمستوى جيد مقارنة مع الثلاثي المغادر (السعيدي وبوصوفة والشماخ)، فيما اختزلت نقط الضعف بالخصوص في اعتماد غريتس على تشكيلة جديدة "تتميز بقلة التنافسية وعجز المهاجمين عن ترجمة الفرص السانحة بسبب التسرع والرعونة أو تدخل الحارس التونسي الذي كان نجم المباراة". أما جريدة (المساء)، فأشارت في صدر صفحتها الأولى وتحت عنوان "تونس تعيد غيريتس إلى الأرض وصدمة في الشارع المغربي"،إلى أن لاعبي المنتخب المغربي وضعوا أنفسهم في "مأزق" بعد خسارتهم أمام نظرائهم التونسيين، إذ أنهم باتوا " ملزمين بالفوز في مباراتهم المقبلة أمام منتخب الغابون (البلد المنظم) ليحافظوا على آمالهم، وإلا بدأوا في حزم حقائبهم استعدادا للعودة السريعة إلى المغرب ". ومن جهتها، كتبت جريدة (البيان)، تحت عنوان "بداية متعثرة بعثرت المعطيات"، أن النخبة المغربية، التي كانت مرشحة للمنافسة على اللقب القاري، خسرت في أولى مبارياتها أمام منتخب تونس في لقاء مغاربي حارق معتبرة أن الفوز كان من نصيب الفريق القوي، إذ لعب المنتخبان بصورة جيدة وكل منهما بأسلوب ونهج وضعه مدربه، غير أن "نسور قرطاج" كانوا أكثر اتزانا خاصة على المستوى التكتيكي، ما مكنهم من الحد من خطورة اللاعبين المغاربة، الذين رغم سيطرتهم على مجريات اللقاء، إلا أن اندفاعهم وإصرارهم على تحقيق الفوز اصطدم بواقعية وقوة نظرائهم التونسيين". وتحت عنوان "تعثر المنتخب المغربي ومدربه غيريتس في ليبروفيل"، كتبت جريدة (أوجوردوي لوماروك) أن أصدقاء المهدي بنعطية، الذين رشحوا للمنافسة على اللقب القاري" لعبوا بدون تركيز وظهروا بدون إصرار وغير منسجمين". وأوضحت أن الفوز على منتخب الغابون في اللقاء المقبل يبقى "هو الإمكانية الوحيدة لغيريتس ولاعبيه إن هم أرادوا البقاء في السباق ومواصلة مغامرتهم الإفريقية". ورغم خسارة المنتخب المغربي لمباراته الأولى ترى العديد من الصحف أن فرصته في التأهل لربع النهاية ما تزال قائمة على غرار (رسالة الأمة) التي قالت "ولو أن المهمة لن تكون سهلة، فإن كل شيء متوقف على اختيارات غريتس البشرية والتقنية، وكيفية تعامله مع كل مباراة على حدة". أما جريدة (المنتخب )الرياضية ، فخلصت إلى أن المنتخب المغربي بهزيمته أمام منتخب تونس يكون قد عقد مهمته وبالتالي بات لزاما عليه الفوز بعد غد الجمعة على منتخب الغابون (البلد المضيف) وهو "فوز لايدخل في عداد المعجزات لأن الممكن فيه أكبر من المستحيل، يتطلب من غريتس أن يوازن بين قدرات لاعبيه وبين الحاجة التاكتيكية للمباراة وأن يصحح الأخطاء ويعيد لفريقه التوازنات التي كانت مفقودة في مباراة تونس خاصة ما يتعلق بالجناح الدفاعي لوسط الميدان" .