عاد المدربون واللاعبون ومعهم الجماهير إلى عادتهم القديمة في انتقاد الحكام بسبب الأخطاء التي يقعون فيها في مباريات البطولة الاحترافية. هذه الانتقادات التي ألقت بظلالها على مباريات حاسمة أواخر الموسم الماضي،ها هي تعود بحدة وفي وقت مبكر هذا الموسم،مما عجّل بالسؤال الذي يطرح نفسه في هذه المواقف:لماذا لا يتم الاستعانة بتقنية الفيديو على غرار البطولات الأخرى؟ لقد ظلت الأخطاء التحكيمية الى زمن قريب جزء من اللعبة ما دام الحكام بشر يخطئون ويصيبون،لكن إصدار القرارات التحكيمية الخاطئة قد يؤدي الى ضياع وحرمان طرف من حقوقه في اللعبة الأكثر شعبية في العالم ،لذا وجب التأكد من صحة القرارات الحاسمة التي قد تغير مجريات المباريات. لقد أثارت تقنية الفيديو التي تم اعتمادها بشكل رسمي في كأس القارات المقامة بروسيا الصيف الماضي الكثير من ردود الأفعال بسبب تغيير هذه التقنية لمجرى ونتائج المباريات مما يوثر سلبا على نفسية اللاعبين والجمهور على حد السواء، كما أن هذه التقنية تسببت في توقفات نظراً للوقت الذي يحتاجه الحكم الرئيسي للتشاور مع حكام خارج الملعب هم حكام الفيديو،لكن بالمقابل يرى الداعمون أنها الوسيلة الكفيلة بضمان نجاح المباراة لأن المجهود البشري لم يعد كافيا بالنظر الى تسارع ايقاع مباريات كرة القدم. وبالنظر الى البطولة الوطنية باتت الحاجة ملحة الى اعتماد هذه التقنية الجديدة حتى لا يحدث ما حدث عندما خرج مسؤولون ومدربون مباشرة وطعنوا في شرف وعذرية البطولة الاحترافية،بل هناك ما اتخذ من الأخطاء التحكيمية شماعة يعلق عليها فشله وفشل مشروعه مع النادي تهربا من كل مسؤولية. آن الأوان للجد من هذه التصرفات التي تمس باللعبة في بطولتنا،باعتماد مثل هذه التقنية على غرار دوريات محترمة خدمة للمنافسة الشريفة وحتى لا يحس أي طرف بالظلم ،ولا يجد آخرون مجالا للشك في أن هذه الأخطاء ارتكبت عن سبق إصرار وترصد خدمة لطرف منافس. حان الوقت لأن تواصل بطولتنا طريق الاحتراف وتواكب التطور العالمي في مجال اللعبة،لأن ايقاع كرة القدم يتسارع في الآونة الاخيرة والمجهود البشري-كما أشرنا- ليس كافيا مهما خضع له من تكوين،لكن الجامعة اختارت ربما التريث قبل اتخاذ قرار في هذا الشأن،ليبقى الحُكم وحده للحَكم داخل الملعب ولا "فيتو" في ظل غياب الفيديو.