تأتي موقعة ديربي العاصمة الإسبانية بين الريال وأتلتيكو مدريد، في فترة حرجة بالنسبة لكلا الفريقين، حيث لا تكتسب مباراة الغد نفس الأهمية التي شهدتها الموجهات بين الجارين خلال الثلاث سنوات الأخيرة سواء في نهائي دوري الأبطال موسم 2013-2014، أو نهائي كأس الملك موسم 2012-2013، أو كأس السوبر الإسباني عام 2015، أو حتى الصراع بينهما على لقب الليغا، وذلك بسبب فارق النقاط بينهما وبين متصدر جدول الترتيب، برشلونة، الذي سيستضيف إشبيلية بعد غد الأحد على ملعبه "كامب نو". وتشهد الموقعة التي يستضيفها ملعب "سانتياغو برنابيو" العديد من الثنائيات سواء خارج المستطيل أو داخله نسردها في السطور التالية: زيدان في مواجهة سيميوني: تمثل هذه المباراة أهمية خاصة بالنسبة للفرنسي زيدان الدين زيدان، المدير الفني للفريق الملكي، كونها مباراة الديربي الأولى له من على مقعد المدير الفني، مقابل 19 مباراة للأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لل"روخيبلانكوس". ولا تقتصر أهمية المباراة بالنسبة لزيدان فقط على كونها مباراة الديربي الأولى له كمدرب، ولكن أيضا بسبب الأداء الباهت للميرينغي خلال مواجهة الجولة الماضية أمام مالاجا على ملعب "لاروساليدا" والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1). في المقابل، يدخل ال"تشولو" المباراة بدافع الانتقام وذلك بعد زيارته الأخيرة للبرنابيو في الدور ربع النهائي في دوري الأبطال الوسم الماضي عندما خسر بهدف نظيف. وسترسم خطط كلا المدربين خارطة طريق مباراة الغد، حيث يدخل الفرنسي المباراة بنفس الطموح منذ أن تولى ناصية الأمور الفنية في الفريق، في المقابل لا يبدو أن سيميوني سيجري أي تغيير على طريقة لعبه التي أصبحت معروفة والتي تعتمد على التأمين الدفاعي في الخلف مع الاعتماد على الهجمات المرتدة وخطف هدف. كيلور نافاس – أوبلاك: أما على صعيد المستطيل الأخضر، فهناك مواجهة مرتقبة بين حارسي الفريقين المتألقين السلوفيني جان أوبلاك في الأتليتي والكوستاريكي كيلور نافاس في الميرينغي. يمثل كلا الحارسين نقطة فارقة في مواجهة الديربي، فنجاح أي منهما في الإبقاء على شباكه نظيفة هو بمثابة أكثر من نصف الطريق نحو الظفر بنقاط المباراة الثلاث. ويتمتع الفريقان بحارسين ممتازين ساهما في الحفاظ على عذرية شباك فريقيهما خلال مواجهات كثيرة هذا الموسم، لا سيما مع الحالة الفنية الكبيرة التي يمر بها كليهما. والمفارقة أن كلا الحارسان عانيا تقريبًا من البداية الصعبة مع فريقيهما، حيث ظل نافاس أسيرًا لمقعد البدلاء لحساب الأسطورة إيكر كاسياس خلال عامه الأول حتى رحل الأخير في بداية الموسم لبورتو البرتغالي. في المقابل، لم يشارك أوبلاك، صاحب أغلى صفقة لحارس مرمى في الليغا، عندما انضم من بنفيكا البرتغالي، كثيرا في بداية فترته مع الروخيبلانكوس بسبب تذبذب مستواه قبل أن يتحول للحارس الأساسي والذي لا غنى عنه للفريق. سرخيو راموس – دييغو غودين: يختلف الحل قليلا بين الفريقين على صعيد الخط الخلفي، حيث يتمتع الأتليتي بصلابة دفاعية، في المقابل يعاني الفريق الملكي بعض الشيء في هذا الجانب، ولكن هذا لا يعني أن أحدهما أهم بالنسبة لفريقه أكثر من الآخر، فتواجد سرخيو راموس، قائد الريال، في دفاع فريقه يعد بمثابة حصن الأمان له، بينما يساهم المخضرم الأوروغوائي دييغو غودين بخبرته الكبيرة في إضفاء قوة أكبر على دفاع فريقه. واستطاع راموس استخلاص الكرة خلال المواجهات الثنائية مع الخصوم بنسبة 64% في الليغا هذا الموسم، مقابل 68% لغودين الذي يتفوق عليه بنسبة طفيفة، وأحرز كلا اللاعبين هدفًا هذا الموسم. مودريتش – كوكي: أصبح خط الوسط بمثابة مفتاح الفوز خلال مواجهات الفريقين في الفترة الأخيرة، لا سيما مع تواجد ثنائي دولي بقيمة لوكا مودريتش في الريال وكوكي في الأتلتي. وساهم مودريتش في صناعة أربعة أهداف لزملائه هذا الموسم، فضلا عن إحرازه هدف بتسديدة قوية من خارج المنطقة في مباراة غرناطة، في الوقت الذي ساهم فيه كوكي في صناعة سبعة أهداف، ويقوم بتسديد جميع الركلات الثابتة تقريبا واستطاع تسجيل ثلاثة أهداف، جميعها من داخل المنطقة. كريستيانو رونالدو – غريزمان: هما أكثر لاعبي فريقيهما إحرازًا للأهداف هذا الموسم، وتتجه أنظار الجميع صوبهما خلال هذه المواجهة. ويدخل صاروخ ماديرا البرتغالي المباراة متسلحًا بمعنويات كبيرة بعدما أحرز 4 أهداف خلال آخر ثلاث مواجهات لفريقه، من بينها هدفه الحاسم أمام روما الإيطالي بدوري الأبطال (0-2). في المقابل، يمر غريزمان بفترة صعبة صام خلالها عن زيارة شباك المنافسين خلال خمس مباريات متتالية. وساهمت أهداف غريزمان في حسم الكثير من المواجهات هذا الموسم، حيث أحرز 19 هدفًا خلال 35 مباراة خاضهما مع الأتلتي، في المقابل أحرز البرتغالي 34 هدفًا خلال 32 مباراة. وسجل رونالدو أهدافه مقسمة على 17 مباراة، مقابل 14 مباراة سجل فيها غريزمان، وكلاهما يعد من بين اكثر خمسة لاعبين خوضا للدقائق في الليغا، التي سجل فيها البرتغالي 22 هدفا من أصل 140 تسديدة، مقابل 12 هدفا للفرنسي من اصل 47 تسديدة.