قال إن التنافس على بطاقة التأهل إلى كأس إفريقيا سينحصر بين المنتخب والرأس الأخضر قال الزاكي بادو، مدرب المنتخب الوطني، إن قرعة التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا مقبولة نوعا معا. وأضاف الزاكي، في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي” ، أن الرأس الأخضر تطور بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فيما المنتخب الليبي يكبر في التظاهرات الإفريقية الكبرى. وأكد الناخب الوطني أنه لا يعرف منتخب ساوتومي، فلأول مرة يسمع به كباقي المغاربة، مشيرا إلى ضرورة معاينته وتتبعه قبل إصدار حكم نهائي بشأنه، قبل أن يضيف ”يجب التعامل مع جميع المباريات بالجدية المطلوبة، ونحن مستعدون لحجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا بالغابون 2017”. إلى ذلك، كشف الزاكي أن جميع المنتخبات الوطنية ستدخل المنافسة على قدم المساواة، لهذا يجب التحضير الجيد قبل انطلاق التصفيات ”على كل نحن جاهزون للمباراة الأولى أمام ليبيا في يونيو المقبل”. ولم يخف الزاكي إمكانية أن ينحصر التنافس على بطاقة التأهل بين المنتخب الوطني والرأس الأخضر، لكنه حذر في الوقت ذاته من المنتخب الليبي، الذي يكبر في التظاهرات القارية الكبرى، حسب تعبيره. وفي ما يلي نص الحوار” بداية، ما هو انطباعك حول قرعة تصفيات كأس إفريقيا للأمم ل 2017؟ أعتقد أنها منصفة إلى حد ما، إذ يمكن اعتبار المجموعة التي يوجد فيها المغرب مقبولة. منتخب الرأس الأخضر عرف تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة وبات من المنتخبات الإفريقية الكبيرة، والتي يجب الاحتراز منها، بدليل فوزه في مباراة إعدادية جمعته أخيرا بالمنتخب البرتغالي. وأتوقع أن يحتد التنافس بين المنتخب الوطني والرأس الأخضر حول انتزاع بطاقة التأهل. أما المنتخب الليبي، فيجب الحذر منه، لأنه يكبر في التظاهرات القارية الكبيرة، لهذا لا غرابة أن يخلق المفاجأة. لدينا من الإمكانيات البشرية ما يجعلنا قادرين على كسب التأهل إلى الأدوار النهائية عن جدارة واستحقاق. ومما لا شك فيه أن القرعة أنصفت أغلب المنتخبات الإفريقية، بما في ذلك المنتخب الجزائري الذي وضعته في مجموعة في المتناول. قلت إن مجموعة المنتخب مقبولة، فهل كنت تتوقع منافسين أكثر قوة؟ نحن مستعدون لجميع المنافسين، فمن يركب البحر لا يخشى الغرق. كما أننا جاهزون لخوض التصفيات كيفما كانت قوة المتبارين فيها. لن نستصغر أي منتخب إفريقي، بما أن الجميع يدخل المنافسة على قدم المساواة. لا يهمني المنافس في شيء، فلدينا من الإمكانيات البشرية ما يجعلنا مرشحين بقوة لكسب التأهل، بغض النظر عن مؤهلات المنتخبات المنافسة. تحدثت عن الرأس الأخضر وليبيا، ولم تتحدث عن ساوتومي، فهل يعني ذلك أنه في المتناول؟ لا أخفيك أنني لأول مرة أسمع بمنتخب ساوتومي، لهذا لا يمكنني الحديث عنه، طالما أنني أجهل الكثير عن مؤهلات لاعبيه الفنية والبدنية. ومن حسن حظنا أننا لن نواجهه في افتتاح التصفيات الإفريقية في يونيو، الشيء الذي سيسمح لنا بمتابعته خلال المباراة التي تجمعه بالرأس الأخضر، وذلك للخروج بتصور أولي عن إمكانياته وطريقة لعبه، قبل مواجهته في المباراة الثانية. لن أنشغل بهذه الأمور. كل ما يهمني هو ضمان تحضير للتصفيات الإفريقية وتحقيق نتائج إيجابية تمكننا من تصدر المجموعة والتأهل إلى النهائيات. هل بدت ملامح المنتخب الوطني بالنسبة إليك بعد عام ونصف تقريبا على تعيينك مدربا للأسود؟ بكل تأكيد، فإذا لم يكن ذلك باديا بالنسبة إلي، فمعنى أن عملي لم يكن ذا جدوى. لقد أعطتني المباريات الإعدادية الأخيرة الملامح الأولية التي يجب أن يكون عليها المنتخب الوطني، بمعنى أن قاعدته الأساسية واضحة، باستثناء بعض الروتوشات، الواجب تصحيحها قبل انطلاق التصفيات الإفريقية. ونأمل أن نحقق الأهداف المرجوة المتمثلة في التأهل إلى دورة الغابون 2017. لكن هناك أسماء غابت في المباريات الأخيرة نظير مروان الشماخ وأسامة السعيدي ومروان داكوسطا، فهل مازلت ضمن مفكرة الناخب الوطني؟ إذا لم يلعب الشماخ والسعيدي في المباريات الأخيرة، فذلك لا يعني أنهما خارج الحسابات، بل جميع اللاعبين ممن سبق أن استدعيتهم سابقا يشكلون القاعدة الموسعة، كما يمكن الاستنجاد بهم إذا دعت الضرورة إلى ذلك. وأعتقد أن المنتخب الوطني يراهن في تشكيلته على اللاعبين الجاهزين مائة في المائة والقادرين على تقديم الإضافة المطلوبة. هل تعتقد أن المدة كافية لتحضير المنتخب قبل انطلاق التصفيات الإفريقية في يونيو؟ ما يجب معرفته أن المنتخب الوطني استعد بما فيه الكفاية، لأنه كان يحضر لنهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة التي سحبت من المغرب واحتضنتها غينيا الاستوائية في يناير الماضي، والدليل على ذلك أن المنتخب خاض أربع مباريات إعدادية كان آخرها مباراة زيمبابوي، إذ تبين من مستوى المنتخب أنه كان مستعدا للمنافسة على اللقب القاري سنة 2015. كما أنه في مباراة أوروغواي اتضح الاستعداد الجيد للمنتخب الوطني، رغم النتيجة التي لا تعكس المستوى الحقيقي الذي ظهرت به العناصر الوطنية في هذه المواجهة، وما يمكن قوله إن هذه المباراة أعطت ارتياحا للجميع من ناحية جاهزية المنتخب للاستحقاقات المقبلة، وطمأنت الجمهور المغربي بشكل كبير. ألا ترى أن المباريات الرسمية سيكون لها طابع مختلف تماما عن الإعدادية؟ بالفعل، فالمنتخب المغربي سيكون على موعد مع المباريات الرسمية التي تختلف بطبيعتها عن المباريات الإعدادية، والمنتخب سيخوض مبارياته ضمن مجموعة لا بأس بها، ولكن نعرف أن منتخب الرأس الأخضر ليس سهلا، والمنتخب المغربي له من الإمكانيات ما يسمح بانتزاع بطاقة التأهيل ضمن المجموعة السادسة التي تضم منتخبات متباينة في مستوى أدائها. هل تخشى من الرأس الأخضر أم ليبيا؟ سبق الحديث عن منتخبي الرأس الأخضر وليبيا، لأنني أعرفهما وأعرف مستواهما، أما بالنسبة إلى منتخب ساوتومي، فأفضل السكوت وعدم الحديث عنه، لأنني أسمع به لأول مرة، ويجب أن أعرف تاريخه أيضا، فكل المعلومات التي ستردنا عنه ستكون مهمة لتحضير مواجهته. هل هناك تعديل في برنامج الاستعدادات في الشهرين المقبلين؟ صراحة، أنا أحضر عملي باعتباري ناخبا وطنيا، وتدخل فيه مجموعة من الاعتبارات والعوامل، من أجل تجنب كل المفاجآت، التي قد تحدث قبل موعد انطلاق التصفيات في يونيو المقبل، ومن جملة هذه العوامل أذكر الاجتماعات والزيارات إلى الدول التي يمارس بها اللاعبون المغاربة المحترفون، والتواصل يدخل ضمن التحضير للمباريات المقبلة، سيما أن عملي يقتضي أن أتواصل مع الجميع، حتى أتجنب إغفال جميع المعطيات التي ستساعد الطاقم التقني في مهمته المقبلة. كما أود الإشارة إلى أن عملي لا يحتمل التجزيء، فهو مترابط ومتناسق وتدخل ضمنه جهود الجميع من أجل كسب رهان التأهل إلى نهائيات الغابون سنة 2017. ذكرت مفاجآت متوقعة، فما هي نوعيتها وطبيعتها؟ بحكم إشرافي على المنتخب الوطني، أتوقع وأضع في اعتباري جميع المواقف التي من الممكن أن أواجهها، كما أن من جملة المشاكل التي من المنتظر أن أصدم بها إصابة أحد اللاعبين، بالنظر إلى انطلاق التصفيات في نهاية الموسم الرياضي، وهذه اعتبارات تدخل في صميم عملي، لكن ما يجب أن أؤكد عليه أن الرؤية واضحة بالنسبة إلي، والهدف مسطر أمامي، وسأعمل على تحقيق ما يطمح إليه الجميع، وهو كسب ورقة التأهل إلى النهائيات. أجرى الحوار: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: بادو الزاكي تاريخ ومكان الميلاد: 2/04/1959 في سيدي قاسم لعب لجمعية سلا والوداد الرياضي قبل احترافه بمايوركا الإسباني ولعب للفتح الرياضي انضم إلى المنتخب الوطني وتألق معه بشكل لافت منذ 1979 إلى غاية 1992 حصل على الكرة الذهبية الإفريقية لعب نهائي كأس إسبانيا رفقة مايوركا سنة 1990 درب الفتح الرياضي وسبورتينغ سلا والوداد الرياضي والمغرب الفاسي والكوكب المراكشي وأولمبيك آسفي. درب المنتخب الوطني ما بين 2003 و2005، وبلغ معه نهائي كأس إفريقيا بتونس، قبل تقديم استقالته بعد الإخفاق في بلوغ مونديال 2006. بورتري الزاكي..."الكناوي" نجح الزاكي بادو في إعادة الروح إلى المنتخب الوطني بعد 10 مباريات إعدادية خاضها إلى الآن، حقق في أغلبها نتائج مطمئنة، ما أعطى إشارات قوية أن المنتخب الذي تألق رفقته في دورة تونس لكأس أمم إفريقيا عام 2004، سيعود لا محالة. ولأن الزاكي نجح في إسعاد الجماهير المغربية في تلك الدورة رغم أن الحظ خانه في الأمتار الأخيرة، فهو بات مطلبا شعبيا إلى أن تحقق بانتخاب فوزي لقجع رئيسا لجامعة الكرة. يرى مؤيدون أن الزاكي الناخب الوطني القادر على إعادة المنتخب إلى سكته الملائمة، ويحقق ما عجز عن بلوغه المدربون المتعاقبون. فالجمهور مازال يتذكر كيف أنقذ الزاكي مرمى الأسود في مباريات مصيرية، خاصة في مونديال مكسيكو 1986، وكيف ارتقى بالمنتخب إلى مركز مرموق إفريقيا، قبل أن يلج عالم التدريب، حتى وهو حارس بالفتح الرياضي ومدرب في الوقت ذاته. بادو الزاكي، واحد من الأسماء المرموقة التي أرخت للكرة الوطنية لاعبا ما بين 1979 و1992، حقق خلالها المجد الكروي وأسر قلوب المغاربة بتواضعه وتألقه وبسالته في جميع المباريات الدولية، التي ناهزت 118. لم يخفت اسم الزاكي، وهو يصبح مدربا، بل حافظ على شعبيته، حتى وهو يبتعد عن المنتخب الوطني ل10 سنوات، بل ظل اسمه يخيف المدربين المتعاقبين، بسبب إلحاح الجمهور المغربي على عودته. ورغم أن المسؤولين أصروا على إبعاده مع سبق الإصرار والترصد، إلا أن الجمهور لم ييأس وظل يحتفظ بخيط الأمل، إلى أن تحقق بعد طول انتظار. بدأ الزاكي عمله منذ عام ونصف دون أن يخوض أي مباراة رسمية، وهو الذي كان يراهن على الفوز بكأس إفريقيا 2015، قبل أن يقبر أحلامه عيسى حياتو، رئيس «كاف» بتهريب هذه البطولة إلى غينيا الاستوائية وإقصاء المنتخب، لا لشيء سوى أن المغرب خشي أن ينال وباء «إيبولا» الفتاك من أبناء شعبه وباقي شعوب القارة السمراء. لم يغير الزاكي من صرامته وانضباطه وإتقانه لعمله. لا يغير قناعاته بين عشية وضحاها كما يفعل كثيرون، ولا يتراجع عن قراراته مهما كانت الضغوطات. ورغم أن الزاكي، المولود عام 1959 في سيدي قاسم، تربى في أحضان أسرة متواضعة، إلا أنه نجح في فرض شخصيته بين أقرانه. ولم يكن ليبلغ ذلك لولا حرص والدته وتتبعها له طيلة مساره الكروي، حتى وهو لاعب بالمنتخب ومحترف بمايوركا، فهي التي كانت تسهر على توقيع عقوده مع الفرق التي لعب لها. لم تكن مجرد أم تحضن ابنها وتشمله برعايتها، بل تعدت ذلك لتصبح موجهة ونصوحة له حتى يرتقي أكثر. وكان لها ما أرادت. يعشق الزاكي ركوب الخيل وكناوة وآلة الهجهوج، التي أبدع في العزف عليها، كما أبدع حارسا ومدربا، لكن يبقى الصيد والغوص في أعماق البحر ملاذه وعشقه.