هزيمة ثانية يتعرض لها ريال مدريد خلال أربعة أيام بسقوطه امام أتلتيكو مدريد على ملعب فيسينتي كالديرون بهدفين دون مقابل في ذهاب دور الستة عشر من بطولة كأس ملك إسبانيا، في مواجهة شهدت إثارة كبيرة لا نراها سوى في ديربي مدريد. خسارة الريال اليوم لم تكن مفاجأة كونه يواجه خصم عنيد وقوي يمتلك روح قتالية غير مسبوقة، لكن هناك أسباب أخرى ساهمت في هذا الهزيمة: - عدم إشراك كريستيانو رونالدو منذ البداية ليس إنتقاداً لإنشيلوتي كونه كان يريد منح اللاعب فترة راحة يلتقط فيها أنفاسه، لكن عدم تواجد رونالدو في التشكيلة الأساسية حجم النادي الملكي في الشوط الاول، حيث توزعت الرقابة على جاريث بيل وكريم بنزيما بشكل مكثف وانعزلا عن باقي المجموعة. وجود رونالدو منذ الدقيقة الأولى كان سيساعد على تحرر بيل وبنزيما بشكل كبير وبدرجة أقل إيسكو وخاميس، عدا عن قدراته الكبيرة التي من الممكن ان تحسم اللقاء بلقطة واحدة حتى لو كان لا يعيش أفضل أيامه. - أخطاء كارلو أنشيولتي المدرب الإيطالي إرتكب العديد من الاخطاء كان أبرزها الشكل التكتيكي الذي بدأ به، حيث اعتمد خطة 4-4-2 بالدفع ببنزيما وبيل في المقدمة، وعلى الأروقة تواجد كل من إيسكو ورودريجيز امام كل من سامي خضيرة وتوني كروس. المشكلة في هذه الخطة ليس مضمون الشكل إنما توزيع اللاعبين وأدوارهم، الفريق لم يتمكن من إختراق الجدار الأول للأتلتي المكون من خط الوسط بسبب عدم وجود لاعبين يملكون السرعة لفعل ذلك على الأجنحة، فلا إيسكو ولا حتى رودريجيز يجيدان هذا الدور. انشيلوتي واصل التخبط في الشوط الثاني بعدم التحول الى خطة 4-3-3، فأجرى ثلاثة تبديلات دون أن يقوم بأي تعديل تكتيكي، كما كان عليه ان يسحب اربيلوا مع بداية الشوط الثاني ويدفع بكارفخال ليعطي حيوية على الرواق الأيمن وليس الإنتظار الى الدقيقة 77. - سيميوني أوقف مفاتيح الريال المدرب الأرجنتيني يبدو انه درس ريال مدريد جيداً، فالمسألة لم تكن ببساطة ان يشكل جدارين من الدفاع ويحاول إقتناص هدف، إنما هناك خطة واضحة ومحكمة أوقف من خلالها مفاتيح لعب الفريق المتمثلة بتوني كروس وإيسكو وجيمس رودريجز. هذا الثلاثي فشل في إيصال الكرة الى بنزيما وبيل في المقدمة، وذلك بسبب الضغط العالي الذي مارسه لاعبي اتلتيكو مدريد عليهم كلما لمسوا الكرة، والناتج كان عدم قدرة الفريق على خلق أي فرصة سوى بعض الكرات العرضية التي كان معظمها يصنع بشكل عشوائي. سيميوني اعتمد على خطة 4-1-4-1 في الحالة الهجومية، وتتحول فوراً الى 4-4-1-1 عندما تكون الكرة بحوزة ريال مدريد، وبهذه الخطة وبعزيمة اللاعبين نجح في شل حركة خط وسط النادي الملكي. - الملعب والجماهير أتلتيكو مدريد من أقوى الفرق التي تجيد إستغلال عامل الأرض والجماهير، حيث خاض الفريق هذا الموسم 15 لقاء على ملعب فيسنتي كالديرون إنتصر ب12 وتعادل مرتين وتلقى هزيمة وحيدة. الجماهير تحمست بشكل مضاعف كون اللقاء امام عدوهم اللدود، فساندت اللاعبين حتى الدقيقة الاخيرة وشكلت ضغط كبير على نجوم ريال مدريد وأثرت على معوياتهم ومزاجهم النفسي. - هزيمة فالنسيا في الليجا ريال مدريد عودنا على ذلك، عندما يتعثر في مباراة فيسهل إصطياده في اللقاء الذي يليه، فلا شك أبداً ان سقوطه في ملعب الميستايا امام فالنسيا أثر على معنوياً على اللاعبين وقلل من ثقتهم بانفسهم بعد ان كانوا الفريق الأكثر رعباً في أوروبا.