واقع لا يسر ،أشعة الشمس تلفح وجوههم ،عرق يتصبب من أجسامهم ،فراشهم الأرض وغطاؤهم السماء بالليل ،بعدما كانوا يحتمون بخيام نصبوها أمام إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بالبيضاء منذ ما يزيد عن شهر ونصف ،آملين في أن برق قلب التراب ويحن على شباب ابتلاهم الله بالعطالة بعدما كدوا واجتهدوا في دراستهم ،ليحصلوا على شهادة كانوا يحلمون بنيلها ،لكنها الآن أصبحت تشكل عبئا عليهم.هاهم معطلو الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بخريبكة ،وبعد أن صمت إدارة المجمع المحلية بخريبكة آذانها وأقفلت الأبواب ،فكانت العاصمة الإقتصادية ملاذهم الأخير،فحزموا أمتعتهم وتسلحوا بالإيمان بقضيتهم وعدالة مطالبهم فاعتصموا هناك لعل قلوبا تحن عليهم ،لعل التراب يروي عطشهم ،يفتح حوارا معهم من أجل التشغيل ،يعترف لهم ولساكنة خريبكة بالفضل في ازدهار المكتب الشريف للفوسفاط بتضحيات آبائهم وسنوات التهميش والإقصاء التي عاشوها بدون تعويض عن أمراض حصدت أرواحا كثيرة،فانتزعت خيامهم ،استعرض الامن عضلاته على شباب عزل ،فباتوا في العراء دون أن يزعزع ذلك من عزيمتهم ولا إرادتهم في مواصلة النضال،لكن المجمع اللاشريف عوض تعويض المدينة وساكنتها بتشغيل الأبناء، فضل تهميش المدينة وشبابها ،دمج البعيد وأقصى القريب ،همش من يستنشق هواء ملوثا منذ سنين وبدون تعويض وفضل عليه شباب من خارج المنطقة. قرر المعطلون نقل المعركة إلى ساحة التحرير بالبيضاء أمام إدارة مجمع لا يقدر التضحيات ، يعيش على تهميش أبناء خريبكة وكأنهم مواطنون في أرض غير مغربية ،مواطنون من الدرجة الثانيةز شباب خريبكة المرابط بالبيضاء يحمل على كتفه رسالة مفادها بأن أبناء خريبكة ليسوا مخربين وإنما يدافعون عن حقهم في التشغيل بمجمع استخرج ثروة من تحت أقدامهم دون أن ينالوا منها النصيب.