رب ضارة نافعة، هذا مايمكن قوله عن وفاة عامل بإحدى المنشآت التابعة للمجمع الشريف بسيدي شنان الأحد الماضي بعدما سقط فوقه سقف إسمنتي بعدما كان يهم بهدمه رفقة عامل آخر. فقد كانت وفاة هذا الشاب الذي لا يتعدى عمره 18 سنة و15 يوما النقطة التي أفاضت الكأس و كشفت النقاب عن مجموعة من الحقائق التي كانت خفية . فحسب تصريحات مقربين من الضحية فإن المقاولة التي شغلته و تشغل العشرات من أمثاله لا تحترم قانون الشغل بتوفير شروط الاشتغال ، بحيث يشتغل العمال مرتدين ملابسهم الخاصة و لا يضعون "خوذات" و بدلات خاصة و احذية تحميهم من اي انهيار او حادثة شغل. و يضيف المقربون بأن الضحية كان يرتدي" صندالة و رأسه عاري، الامر الذي لا يقبله القانون و تحضره مدونة الشغل. دخل هذا المقاول في صفقة مع المجمع ببناء مطاعم مخصصة لعمال المناجم للتناول وجباتهم الاساسية، فرست عليه الصفقة لكون عرضه الاقل ثمنا، فماكان عليه سوى ان يستعين بعمال"عطاشة" من أنحاء المدينة و يستغلهم بثمن بخس دون ضمان اجتماعي او ضمان لحقوقهم. بعد هذه الحادثة يتساءل الرأي العام المحلي عن مراقبة المسؤولين عن وزارة الشغل لهذه المقاولة التي تشغل القاصرين، بحيث أفادت مصادر موثوقة بأن الضحية كان يشتغل منذ مدة مع المقاولة يعني قبل ان يتم 18 سنة الذي يعتبر السن القانوني. و فور وقوع الحادث سارع مسؤولو المجمع الشريف للفوسفاط إلى وقف كل أنشطة المقاولة وذلك بعد ان ذاع خبر الحادث عبر الصحافة الالكترونية المحلية و الوطنية. و يبقى السؤال مطروحا: هل كان مسؤولو المجمع على علم بهذه الخروقات و لزموا الصمت؟؟؟؟؟ و لماذا نستروا عليها؟؟؟؟ اسئلة نوجهها لمسؤولي المجمع ليجيبونا عنها.