وجد سكان دوار الكنانسة من قبيلة اولاد ابراهيم التابعة لجماعة بئر مزوي بدائرة خريبكة، أنفسهم ومنذ سنوات طويلة محاصرين من جهة بالمطرح البلدي لبلدية بوجنيبة الذي يرميهم على مدار الساعة بروائحه الكريهة. ويزداد الأمر سوءا حين قيام عمال البلدية بإحراق الأزبال بحيث يعانون من كثرة الدخان ومن الروائح التي لا تطاق ، ، ناهيك عن تكاثر الحشرات خلال فصل الصيف ؛ ومن جهة ثانية بصبيب المياه العادمة لمدينة بوجنيبة التي تمر بمحاداة الدوار خاصة وأن محطة تصفيتها معطلة منذ سنين طويلة ولازالت دون إصلاح، الشيء الذي يزيد من تلوث الجو ومن تكاثر الحشرات ؛ ومن جهة ثالثة بالأتربة والأدخنة التي تتساقط ليل نهار على الدوار من معامل الفوسفاط ببني يدير.. وقد تسبب ذلك في معانات فضيعة للسكان إذ أصبحت حياتهم لاتطاق، بالإضافة إلى انتشار عدة أمراض وسطهم ( القلب، الجهاز التنفسي، الجلد، العيون ... ). ورغم المساعي والاتصالات التي قام بها سكان الدوارو اتجاه الجهات المسؤولة من إدارة الفوسفاط، الجماعة الحضرية لبلدية بوجنيبة والسلطات المحلية والإقليمية، وبالرغم من الوعود التي ظلوا يتلقونها بالتدخل لرفع الأضرار عنهم، إلا أن شيئا من ذلك لم يتم .. وزاد الأمر خطورة حين ابتلي السكان، في الفترة الأخيرة، ببناء مجموعة من الاسطبلات لتربية الدجاج وسط الدوار من طرف أحد المسؤولين بإدارة الفوسفاط بخريبكة ، بطريقة عشوائية أي دون ترخيص ودون احترام معايير المحافظة على البيئة حسب شكاية للسكان وجهوها إلى فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخريبكة و الجهات المسؤولة، ذلك أن المشروع تنبعث منه روائح كريهة للغاية، حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، بحيث أصبحوا يفكرون في إخلاء الدوار. وزاد الوضع قتامة حين شرع صاحب المشروع في رمي الدجاج النافق في بئر وسط الدوار ضاربا عرض الحائط بأبسط معايير احترام البيئة، ومعرضا المياه الجوفية للتلويث، بالإضافة إلى رمي جزء كبير من دجاجه النافق في المطرح البلدي لبوجنيبة بالقرب من مركز تكوين الأطر التابع للمجمع الشريف للفوسفاط، مما زاد من توسيع دائرة الروائح الكريهة للمطرح، الشيء الذي عاينه مسؤولون من مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عند زيارتهم للدوار للقيام باستطلاع ميداني في الموضوع ومراسلتها كلا من عامل الإقليم، رئيس دائرة خريبكة، قائد قيادة أولاد البحر الكبار ورئيس جماعة بئر مزوي في هذا الشأن لمطالبتهم بالتدخل العاجل لفتح تحقيق ورفع المعاناة عن السكان. و تتأسف الجمعية لاستغلال صاحب الاسطبلات نفوذه وعلاقاته بمسؤولي السلطة وغيرهم في تحديه للسكان، إذ يقول لهم "اذهبوا أنى شئتم فلن تنالوا مني شيئا"، وفي ذات الآن يقدم الوعود للبعض بأنه سيقوم بتشغيلهم في المجمع الشريف للفوسفاط. ويذكرأن السكان كاتبوا مسؤولي السلطة محليا وإقليميا ورئيس الجماعة واتصلوا بالمصلحة البيطرية بخريبكة دون جدوى .. بحيث ان الجهات المعنية التي كان من المفروض فيها اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد للتجاوزات التي تمت من طرف صاحب المشروع، وحماية السكان من الأضرار التي أصابتهم، نجدها تسلك سلوك النعامة الذي يرقى إلى مستوى التواطؤ معه.