بتأطير من مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية التقدمية بخريبكة، نظمت مساء يوم 20 يونيو محاكمة رمزية للقمع والفساد لإدارة الفوسفاط والسلطات محليا ووطنيا، حيث في البداية تم تقديم برنامج المحاكمة الذي هو عبارة عن مداخلات للهيئات وشهادات لضحايا وعائلات المعتقلين، إذ تم التذكير بالقمع والتقتيل الأسودين الذين شهدتهما مدينة الدارالبيضاء يوم 20 يونيو 1981، وربطهما بماجرى بمدينة خريبكة يوم 5 يونيو 2012 من قمع وحشي ومداهمات واعتقالات عشوائية للمعتقلين وصلت إلأى 29 متابعا منهم 26 في حالة اعتقال، وبأن الخطاب المخزني حول طي صفحة الماضي زالمصالحة مجرد أكذوبة يفنذها الواقع يوميا، وركزت الكلمات عن نهب الثروة الفوسفاطية من طرف مسؤولي الدولة ولوبيات الإدارة التي تعاقبت منذ مرحلة ما بعد الاستعمار، وأن هناك من تحولوا إلى ملياردرات بامتلاك شركات كبرى في الداخل والخارج جلها تعمل بارتباط بارتباط مع المجمع وتستغله والعمال بشكل بشع، وأيضا هناك تواطؤ مكشوف مابين السلطة محليا و وطنيا مع تلك اللوبيات ، حيث تقوم بقمع كل من يبدي مقاومة اتجاه إدارة الفوسفاط، وأن نصيب خريبكة من الفوسفاط الذي قفز ثمنه من 50 دولارا للطن إلى 400 دولارا للطن فما فوق هو القمع والتلوث ونهب أراضي فلاحي المنطقة وتهجيرهم وأبنائهم داخليا ونحو الخارج، وانتشار الأمراض بمختلف أنواعها منها السليكوز وسرطان الرئة وتلوث الدم ، ولاتقوم إدارة الفوسفاط بشيء لتنمية المنطقة، حيث غياب مستشفيات ومستوصفات لمعالجة الأمراض المنتشرة بالمنطقة، وغياب مدارس اللهم ما تركه الاستعمار، وشبه انعدام أية مساهمة في حل معضلة السكن بالمنطقة، ناهيك عن غياب مشاريع تنموية، فحتى المنجم الأخضر الذي دشن في 2007 لم ير النور، وتم التطرق أيضا لعسكرة المدينة حيث تحولت إدارة الفوسفاط إلى ملحقة لوزارة الداخلية والدرك حيث جميع مرافقها تحولت إلى تكنات لإيواء القوات القمعية منذ مايزيد عن 16 شهرا، وأن هناك طغيان للمقاربة القمعية بدل المقاربة الاجتماعية، وأن السلطات والإدارة تعاملت بأسلوب المناورة وربح الوقت وتعبئة بلطجية للاعتداء على المعتصمين واختراقهم، وافتعال أحداث مخدومة لتبرير التدخلات القمعية، وتمت المطالبة بفتح تحقيق ومحاسبة المتلاعبين في ملف التشغيل بالمجمع الشريف للفوسفاط، وأيضا بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء المنطقة المرتبطين بالاحتجاج على إدارة الفوسفاط بخريبكة، ومحاكمة من أمروا وساهموا في التنكيل بهم، وتمكين المعطلين حاملي الشواهد والسواعد من الحق في الشغل واعتماد الشفافية في ذلك، وتم تذكير الحضور بتنظيم مسيرة تضامنية مع المعتقلين منطرف الهيئات المنظمة يوم 1 يوليوز2012 والحظور المكثف يوم 5 يوليوز أمام محكمة الإستئناف لمتابعة محاكمتهم والاحتجاج عليها ... بعد ذلك جاءت الشهادات التي كانت صادمة بفعل هول همجية التدخل وما تم من تنكيل بالمعتقلين والمواطنين وعمليات مداهمات بعض البيوت وتخريب ممتلكاتها وترهيب السكان، والتعديب الذي مورس في الكوميسارية حيث إطفاء أعقاب السجائر على عنق أحد المعتقلين، وعدم تقديم الإسعافات للمصابين وتركهم فريسة للآلام، واستخدام كل الأساليب الحاطة من الكرامة في حقهم، وكل وسائل الترهيب لحمل المعتقلين علو التوقيع على المحاضر المفبركة دون الإطلاع عليها، إذ تم وضع فوهة مسدس على صدغ أحد المعتقلين وتهديده بإفراغه في رأسه إذا لم يوقع ويتجنب أي شكل من أشكال الاحتجاج على إدارة الفوسفاط، كما تطرقت الشهادات إلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها المعتقلون داخل السجن المحلي بخريبكة بلرغم من حالتهم الصحية المتدهورة .. وجاءت شهادة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين لترسم معاناتهم مع إدارة الفوسفاط والسلطات من حيث التسويف والتماطل، وذكروا بالمسلسل النضالي الذي خاضوه منذ ما يناهز سنة ونصف بنتائج جد هزيلة. وختمت المحاكمة بنشيد هذا هو العرس الذي لا ينتهي في ساحة لا تنتهي في ليلة لا تنتهي،هذا هو العرس النضالي. حزب الاستقلال – الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي – النهج الديمقراطي – الحزب الاشتراكي الموحد – حزب اليسار الاخضر – الاتحاد المغربي للشغل – الاتحاد العام للشغالين بالمغرب – الكنفدرالية الديمقراطية للشغل – الفيدرالية الديمقراطية للشغل – المنظمة الديمقراطية للشغل – الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – جمعية الشعلة – جمعية الشاوية ورديغة للمقاولات المتوسطة والصغرى – حركة 20 فبراير – الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين.