سقط مؤخرا في فخ الشرطة القضائية الإقليمية بخريبكة محمد ( إد ، سنه 34 ، عازب ) ، المعروف بولد الطويلة ، أكبر وأنشط مروج مسحوق التبغ المتداول باسم " طابا / النفحة " المستوردة من شمال المملكة ، متلبسا بمائة وعشرين غراما من "المسحوق يخلطه بالاسمنت والرماد بحي الأمل قرب ثانوية الفوسفاط بخريبكة ؛ وخلال تفتيش المحققين لمنزله تأكد لهم أنه عبارة عن مصنع يقوم فيه بعملية السحق وخلط مادة "طابا" بمادة "الاسمنت المسلح " و "الرماد" للزيادة في كمية البضاعة التي تباع أقساطا حوالي 5 غرامات ب5 دراهم . والجدير بالذكر أنها أصبحت متداولة بشكل واسع محليا ضمن كل الفئات الشعبية من بينهم رجال الأمن أنفسهم وان مروجوها يتناثرون هنا وهناك ، بعضهم معروف لدى بعض رجال الأمن المدمنون على نفحها وإلا كيف يحصلون على النفحة ؟ فهي بمقربة منهم وبمدخل ابن عبدون وبقسارية بوسط المدينة ... ؛ ويعود هذا التداول إلى العامل النفسي للمستهلك ؛ اذ يرجح الاعتقاد إنها أقل ضررا من التدخين وتهدئ الأعصاب وآلام الرأس متغافلا خطورتها التخديرية وما تحمله من مواد خطيرة على صحته ؛ أم بالنسبة للمروجين وباعتبار أنهم من ذوي السوابق في بيع المخدرات يدركون أن المتاجرة في "النفحة " أكثر ربحا وأقل عقوبة من بيع المخدرات ؛ إذ لا تتجاوز العقوبة الشهرين وتقديم غرامة لفائدة شركة التبغ وذلك لكونها تصنف كمخالفة لقانون استغلال بيع التبغ بدون رخصة ، وبما أن هذا الإيقاف ليس إلا نقطة من فيض بالنظر إلى تنامي الظاهرة وتفشيها بين أغلبية أبناء الشعب يتساءل المواطنون . هل هذا الإيقاف مجرد سحابة صيف عابرة أم ستتبعه حملات أخرى للزج بالبائعين ضمنهم بالتقسيط ؟ وهل سترافقه حملات توعية يكون فيها المجتمع المدني شريكا للحد من خطورتها على صحة المواطنين ؟