أتقن سيناريو النصب على ضحاياه بدعوى إخراج الكنوز ..لكنه لم يفلح في صياغة سيناريو الخروج من السجن... اللقاء الأول التقى ( ع- ا ) صدفة ب ( م- ب) في مقهى السويس الموجود بحديقة مدينة أبي الجعد . كان لقاء عابرا ،لكنه كان حاسما وسريعا .. حيث استطاع من خلاله ع-ا التأثير على م-ب بعد أن أوهمه انه يتحكم في الجن ويسخرهم لقضاء كل الأغراض بما في ذلك المشاكل الإدارية والمالية وغيرها. وقد تعلم السحر والشعوذة عن فقهاء لهم وزنهم وشهرتهم، بعد أن قضى زمنا طويلا في الحفظ والتعلم والتركيز... وتحدث باستفاضة عن قدراته في إخراج الكنوز وتسخير الجن ، مستعرضا انجازاته السابقة في هذا المضمار. بعد أن سمع ا-ع هذا الكلام ، سال لعابه لحكاية الملايين التي لايمكن جمعها بحال من الأحوال حتى بعد عمر طويل ، ليستسلم لسحر النصاب ويرشف نخب ذلك كؤوس القهوة ومزيدا من لفافات التبغ الرخيص. أكد له ا-ع انه مقبل على إخراج كنز عظيم بعد تحويله لمنزل الضحية الثاني ، صديق م-ب الكائن بالعيايطة . اللقاء الثاني في نفس المقهى التقى، كما اتفق،( ا-ع ) ب (م- ب) وصديقه( ز- د) ،شرح لهما خلال هذا اللقاء الطريقة التي سيخرج بها الكنز و المصاريف الأولية التي يتطلبها هذا العمل الشاق: من بخور وعطور..وغير ذلك. ومصاريف أخرى خيالية. واتفقا على اللقاء بعد شهر حينما تتوفر الأموال الكافية لإخراج الكنز الذي يقدر بالملايين؟ اللقاء الثالث بعد شهر كانوا على الموعد في نفس المقهى، فسلمه ( ا-ع) المبلغ المطلوب لهذه العملية الكبيرة وقدره 60 ألف درهم اقترضها من احد البنوك في المدينة، على أساس استرجاعها على دفعات. بل لم يكتف بذلك وطلب منه أن يسلمه الملكية للبقعة التي بنى عليها محل سكناه وعقد زواجه لكي يضعهما بمكان خال بالقرب من الغابة المسماة أولاد انهار، وان هذه الوثائق ستختفي بمجرد ظهور الكنز. بالإضافة إلى ذلك سلمه حلي زوجته وقدرها 5000 درهم، مدعيا أن بقاء الذهب سيعرقل العملية، كما سلمه قطع نقدية إضافية وقدرها 2000 درهم.وطلب في نفس الوقت من صديق الضحية ز- د ماقدره 30 ألف درهم كشريك لهما في هذه العملية الكبيرة المربحة. انكشاف الحقيقة وخوفا من ينكشف أمره ، عمل على قطع أي اتصال بين الصديقين والكف عن أي اتصال ، فاخذ منه هاتفه النقال من نوع نوكيا 3220 ، ومحفظة صغيرة بها بطاقة السحب الالكتروني وصورة فوتوغرافية خاصة بزوجته . وبعد انتهاء المدة التي حددها (م – ب) للضحيتين وهي 8 أشهر ، على وجه التحديد ، التقى الجاني ب ا –ع واخبره أن صديقه اخذ حصته من الكنز 400 ألف درهم واختفى. لكن بالصدفة التقى ا – ع ب صديقه ز- د وسأله عن حقيقة الخبر ، إلا انه أجابه بالنفي ، وحينها تأكدا من أن م –ب نصب عليهما ، وانه استغل سذاجتهما وحبك هذا السيناريو العجيب . اتصلا به واخبراه بعزمها على متابعته قضائيا إذا امتنع عن إعادة المبالغ المالية التي ابتزها منهما وذلك بطريقة حبية ، لكنه رفض هذه الطريقة وامتنع بشكل مطلق. إبلاغ عن عملية نصب توجه ( ا – ع ) للضابطة القضائية وقدم شكاية في الموضوع ضد (م – ب) ، الذي تم القبض عليه وإحالته على المحكمة الابتداية بابي الجعد من اجل النصب . كما تم استدعاء الضحية الثاني( ز – د ) الذي قدم هو الآخر شكوى في الموضوع ، متهما ( م – ب ) بالنصب ، وانه وقع ضحية مثل صديقه حيث اخذ منه الجاني ماقدره 30 ألف درهم كمشارك في استخراج عملية الكنز. التحقيق الإعدادي أنكر( م – ب ) الاتهامات التي وجهت له خلال التحقيق الابتدائي ، حيث ادعى أن المشتكي( ا – ع) قدم عنده إلى منزل واده واقرضه مبلغ 30 ألف درهم بعد أن استشار مع والده الذي كان لازال على قيد الحياة ، وانه قام بتصوير المشتكي وهو يعد النقود . وان هذا المبلغ تركه والده، بالإضافة إلى مبلغ آخر قدر ب90 ألف درهم، وترك 6 بنات وذكر، وان المشتكي أعاد مبلغ 5000 درهم وامتنع عن رد المبلغ المتبقي رغم مرور الأجل، ومع ذلك لم يرفع دعوى ضده لكونه يجهل المسطرة القانونية. وان ( ز – د ) عرضه للضرب لكونه صهر ( ا – ع) . نهاية نصاب وجد ( م- ب ) نفسه محاصرا بأدلة دامغة فاستسلم في آخر المطاف لقدره الجديد ولم تنفعه قدراته العجيبة في الخروج من الورطة التي وضع نفسه فيها ، ليتم النطق بالحكم ابتدائيا ب6 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 3000 درهم مع أرباع مبلغ 170000 درهم للطرف المدني. وبتاريخ 3 ابريل 2008 تمت محاكمته استئنافيا في خريبكة بعشرة أشهر حبسا نافذا مع إبقاء الغرامة . وبذلك يسدل الستار على مسرحية نصاب ادعى إخراج الكنوز ، دون أن يتمكن من إخراج نفسه من سجن محقق...