كرم مدينته في عدة مناسبات من خلال أعماله السينمائية، التي كان يأبى إلا أن تنطلق من مسقط رأسه أبي الجعد، أو تتضمن مشاهد منها، كان آخر عمل يهديه لمدينته أبي الجعد هو فيلمه "هذه الأيادي" الذي عرض بمهرجان دبي لعام 2009 وعرف حضورا جماهيريا كبيرا، الفيلم الذي يسلط فيه بلعباس الضوء على مجموعة من الشخصيات، المنسية والمهمشة: النجار والحلاق والحداد، وباقي الحرفيين والحرفيات، الذين عايشهم المخرج في مدينته ، قبل أن يسافر إلى أميركا، الفيلم الذي تميز بقوته النابعة من حكي الواقع وليس التمثيل، حرفيين حقيقيين يروون كيف يكدون لكسب العيش، فيلم انطباعي يكرم شريحة مهمة من المجتمع كمل يكرم مدينة أبي الجعد التي أنجبت العديد من الشخصيات التي طبعت تاريخ المغرب الحديث. فكيف لا يشاركه البجعديون فرحته بفوزه بجائزتين في اختتام فعاليات الدورة الثامنة بمهرجان دبي السينمائي الدولي 2011 في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة بشريطه السينمائي «شي غادي وشي جاي» في الوقت الذي خرج الشريطان المغربيان المشاركان الآخران «عاشقة من الريف» لنرجس النجار و«جناح الهوى» لعبد الحي العراقي من المسابقة خاويي الوفاض. الجائزتان اللتان حصدهما «شي غادي وشي جاي»، الذي يقارب ظاهرة الهجرة الشرعية أو ما يسمى ب «الحراكة »، والمحيط الذي يتحركون فيه، من خلال حكاية زوجة قرر زوجها ركوب البحر والهجرة إلى إسبانيا، مخلفا ولدين (طفل وطفلة) ، في كنف الزوجة ليرصد الفيلم ومنذ البداية حياة الزوجة ومعيش الولدين والمصير الذي سيحاصرهم بعد قرار هجرة الأب، وكيف لهذه الزوجة أن تجابه الفراغ الزوجي والانتظار..، في قرية صغيرة نائية.. الجائزتان تتعلقان بأفضل سيناريو وبأفضل شريط. والطريف أ، حكيم لدى تسلمه لجائزة أفضل سيناريو أخبرهم أنه لا يوجد سيناريو. ولد حكيم بلعباس يوم 20 فبراير 1961 بمدينة بجعد يعيش حاليا بمدينة شيكاغو الأميركية، بعد تخرجه من جامعة محمد الخامس بالرباط، في الأدب الانجليزي، سافر إلى فرنسا حيث درس السينما بمدينة ليون، قبل أن يلتحق بأميركا لإتمام دراسته، حيث حصل على شهادة الماستر في الفنون الجميلة والسينما. بدأ مسيرته الفنية بإخراج عدد من البرامج الوثائقية، قبل أن يخرج فيلمين قصيرين سنتي 2001 و 2002، كما أخرج فيلمين طويلين من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، ونال عدة جوائز وطنية ودولية عن فيلميه "خيط الروح"، و"علاش ألبحر". حكيم هو أحد أبناء السايح بلعباس صاحب قاعة السينما الوحيدة بأبي الجعد والتي أغلقت أبوابها منذ سنوات لتنضاف للمعالم الأخرى بمدينة الأقواس التي طالها النسيان.