شكل فيلم "شي غادي وشي جاي" لحكيم بلعباس نقطة ضوء ضمن كل الأفلام المعروضة طيلة الأيام الثلاث الأولى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة خاصة يومي السبت والأحد، الفيلم الذي لعب دور البطولة فيه الفنانة هدى صدقي شكل لحظة انفراج بالنسبة لعموم الحاضرين، حكيم بلعباس عرف بأفلامه الواقعية كما هو الشأن بالنسبة ل: "شي غادي وشي جاي" وقد أكد في هذه الدردشة القصيرة ل: "التجديد" عقب نهاية الفيلم أنه لا يتبع الموضة في السينما ولا سينما الحدث بل يتبنى سينما الواقع. ولد بمدينة بجعد سنة 1961 وتخرج من جامعة الحسن الثاني ونال العديد من الجوائز الوطنية والدولية، وقد عرف بلعباس بانتصاره إلى الفئات المهمشة في المجتمع المغربي من خلال كل أفلامه التي يأبى إلا ان تنطلق من مدينة بجعد مسقط رأسه، فيلم "شي غادي وشي جاي" مرشح بقوة لإحدى جوائز المهرجان، حائز على جائزتين في الدورة الثامنة بمهرجان دبي السينمائي الدولي 2011 في مسابقة المهر العربي للأفلام صنف الأفلام الروائية الطويلة. ❍ لماذا خرج فيلمك عن موضة تناول موضوع الدين والإرهاب وأيضا ما يسمى بأفلام (تكسير الطابوهات) واخترت التركيز على ما هو اجتماعي وواقعي؟ ● أنا لا أنجز أفلام الحدث أو أفلام "الموضة" ولا أكون تابعا أو مقلدا في هذا الصدد، بل أفكاري تستقى من الواقع كما هو شأن "شي غادي وشي جاي" والذي يعود لقصة واقعية "لزوجة عمر"، وأعتبر أن أهم شيئ يملكه الإنسان هو الكرامة والتي إن فقدت يمكن أن يتوجه للجنس أو التطرف أو ما شابه ذلك. ❍ يشعر المشاهد وهو يتابع "شي غادي وشي جاي" بنوع من التثاقل في الصورة والبطئ الذي قد يصل إلى الرتابة مكيف تفسر هذا الأمر؟ ● أردت إشعار المشاهد بثقل الحياة وبطئها على البطلة وكل نساء القرية وهن ينتظرن عودة الأزواج او الأقرباء الذين حاولو الهجرة وانقطعت اخبارهم، فكيف يمكن أن تكون حياة عائلة فقد عزيزا عليها ولم تعد تسمع أخباره غير الرتابة والانتظار والملل والحزن، لكن الخطير في هذا أنني كنت أمام تحدي إشعار المشاهد بهذا الأمر دون أن أصل به حد الرتابة والملل لأنه إذ ذاك سأكون قد فشلت في هذا الأمر، ولذلك فالشيئ الخطير هو كيف تصور وتنقل عمق الأحداث والانتظارات دون السقوط في الرتابة. ❍ لوحظ أيضا نوع من التوظيف الخاص لبعض الشخوص بنوع لم يكن انسيابيا وتلقائيا، مما أشعر المتابع بعملية الإقحام أو الدمج القصري، وجعل الشريط أيضا ينحو منحى الروبرطاج، ما تعليقك على هذا؟ ● إن توظيف أولئك الشخوص يدخل في إطار ما يعرف بالقضية الخامسة والقائمة على استقدام شخوص ليقدموا أشياء لم تسطع الشخصيات الرئيسية التعبير عنها، فهي شخوص تقول ما لديها عن الحياة وعن القدر وتصورات مختلفة تكمل صورة الفيلم بتقديم شهادات من الواقع وفق حقائق ملموسة وهذا لا يدخل في إطار الخلط ولم يكن إقحاما قسريا بل في إطار ما يعرف وكما أشرت بالقضية الخامسة. ❍ تناول فيلمك قضيا الفقر والتضامن بين الساكنة كأحد القيم المغربية الأصيلة وسجلت أن المغربي يمكن ان يعيش فقيرا لكنه لا يقبل التنازل عن كرامته؟ ● هو كذلك، والفقر يدفع المهمشين إلى تقاسم اللقمة والتضامن فيما بينهم وقد بدا واضحا قدرتهم على التعايش مع الفقر والتضامن فيما بينهم لكن كانوا جميعا يقاومو حتى لا تهدر كرامتهم. ❍ لماذا لا يتحدث حكيم عباس ذي التكوين الأمريكي كثيرا، مما يجعل مهمة استجوابه أمرا فيه صعوبة واضحة؟ ● غالبا ما نترتر ولا نقول شيئا، وانا أعبر بطرق أخرى أرى انها أفيد لما أريد قوله او الوصول إليه. ❍ ما جديد حكيم بلعباس؟ ● فيلم "إملشيل" وهو في محلة التركيب (المونطاج).