يبدو أن شيئا ما يحدث بالرباط خلال الشهرين الأخيرين وبالضبط داخل مقر الاتحاد المغربي للشغل بشارع جان جوريس .... المؤتمر الجهوي لهذه المنظمة بالرباط أجل لعدة مرات ... قبل أن يتدخل المخاريق ويعطي انطلاقته يوم 31 أكتوبر 2011 مكتفيا بجلسته الافتتاحية على أن تستكمل أشغاله يوم 13 نوفمبر الشيء الذي لم يتحقق ليتم تأجيل استكمال أشغال المؤتمر من جديد إلى موعد لاحق... والتخوف السائد بين المناضلين هو أن يستمر هذا التأجيل إلى ما لا نهاية أو أن يتعلق الأمر بلعبة سير تضيم. المهم أن شيئا ما يحدث أو يطبخ داخل مقر هذه المنظمة ... ولا شيء رشح من "هذا الذي يحدث أو يطبخ " إلى الصحافة التي لم تقل شيئا بهذا الخصوص... اللهم تلك المقالة المتواضعة التي تم تداولها داخل مجموعة بريس ماروك تحت عنوان "الحكومة تجند أفسد عناصر التقدم الاشتراكية داخل الاتحاد المغربي للشغل (المقالة في الأسفل)" والتي يفهم منها وجود تيارين متصارعين من اليسار داخل هذه المنظمة بالرباط للتحكم في أجهزة الاتحاد بالعاصمة: تيار النهج الديمقراطي والمتحلقين من حوله (من الحلقية) وتيار حزب التقدم والاشتراكية والمقربين منه. خبر يبدو أكثر صدقية وأقرب إلى الواقع إذا ما استحضرنا نتائج المؤتمر الأخير لنقابة المرحوم بن الصديق التي أسفرت عن تعادل الحريف وبنعبد الله بعنصرين لكل منهما في أمانة الاتحاد المغربي للشغل. وإلى حدود كتابة هذه السطور لازال الطرفان (في اتفاق ضمني وعن خبرة بانتهازية البيروقراطية البيضاوية لمثل هذه المواقف)، ملتزمين بالإبقاء على الصراع داخليا خلف أسوار مقر النقابة، ولا أحد منهما تجرأ على فتح خنشوشو وقال كلمة أف للطرف الآخر على الملأ مخافة عصا مخاريق الغليضة.... مع زيغان طفيف لتيار النهج الذي بدأ يدفع شيئا فشيئا -على ما يبدو- بالكلاكلية المتحلقين من حوله لأكل الشوك بأفواههم وإلهاء الطرف الآخر بمعارك هامشية. وفي هذا الإطار تندرج المقالة التي تحدثت عنها سابقا حيث يتضح أن صاحبها هو كلاكلي بامتياز لا يجيد إلا لغة التخوين ويعتبر النهج معتدلا والتقدم والاشتراكية مواليا للنظام منذ منذ 23 مارس 1965 ، يضاف إلى ذلك البيان الاستنكاري الذي وقعه الكاتب العام لنقابة التعليم العالي ونشره على مجموعة بريس ماروك مدافعا عن صديقته التي تدعي أنها تعرضت للإهانة من طرف تيار التقدم والاشتراكية والمقربين منه،... وما يؤكد هذه الخطة النهجاوية أن لا أحد من الوجوه النهجاوية المعروفة بالرباط تفاعل مع أي من الوثيقتين بل التزم الجميع بأوامر عبد الحميد أمين بعدم الخوض في الملاسنات على الشبكة الافتراضية ... المقالة ان ذلك نتيجة التحالفات المبنية بين كل الاطياف السياسية المشكلة لقيادة ا م ش على اسس انتهازية فمن يزرع الرياح يحصد العاصفة ان الضمانة الاساسية هي القاعدة الجماهيرية وليس رضى البيروقراطية الحكومة تجند افسد عناصر التقدم و الاشتراكية داخل الاتحاد المغربي للشغل 2011 / 10 / 28 تواصل البيروقراطية النقابية داخل الاتحاد المغربي للشغل مد ادرعها الاخطبوطية الى كل القطاعات داخل الاتحاد المغربي للشغل من اجل الهيمنة عليها واخضاعها للسياسات الحكومية اللاشعبية اللاديموقراطية اللاوطنية. ويشكل الاتحاد الجهوي لنقابات الرباطسلاتمارة نسبيا شمعة مضيئة في السماء المضلم للاتحاد المغربي للشغل والذي بدا اكثر سوادا عقب المؤتمر الوطني الاخير للمركزية النقابية بعدما كان الجميع في ان تسجل المركزية قفزة نوعية في اتجاه الاستقلالية والديموقراطية. ومن بين المكونات السياسية البيروقراطية والحكومية التي طالما استعملت الاتحاد المغربي للشغل من اجل الاغتناء وتخدير الطبقة العاملة وتمرير السياسات اللاشعبية اللاوطنية اللاديموقراطية هناك حزب التقدم والاشتراكية. ويعقد النظام امله الكبير على العناصر الوسخة في التقدم والاشتراكية لاجتثات المناضلين من الاتحاد الجهوي لنقابات الرباطسلاتمارة وخاصة منهم مناضلي النهج الديموقراطي. ومحاولة العناصر المتعفنة من حزب التقدم والاشتراكية لاجتثات المناضلين من النقابة لا يتم عبر المنافسة الشريفة من خلال العمل الدؤوب مع الطبقة العاملة وبالتالي الاحراز على موقع القيادة النقابية في جهة الرباطسلاتمارة. بل يتم عبر الابتزاز واتهام المناضلين بشتى الاتهامات من اجل الاحراز على عدد من المؤتمرين يتجاوز عدد قوتهم الحقيقية ويجعلهم قادرين عدديا على الهيمنة على القيادة وبالتالي طرد المناضلين من الاتحاد. وعندما تتعب العناصر المتعفنة لحزب التقدم والاشتراكية من تحقيق ابتزازها تلتجأ الى التواطؤ مع قيادة الامانة العامة للاتحاد لفرض خريطة المؤتمر فوقيا من طرفها. حزب التقدم والاشتراكية الذي كان يسمى خلال عقد الستينات بالتحرر والاشتراكية والذي كان يخدم اجندة الحسن الثاني خصوصا عقب مجزرة 23 مارس 1965 تعرض لثورة كوادره الشابة التي استقالت من الحزب وشكلت منظمة الى الامام الثورية. وبعدما تحول حزب التحرر والاشتراكية الى حزب التقدم والاشتراكية منذ عقد السبعينات واستمر في خدمة النظام وشارك في الحكومات المتعاقبة منذ عقد الثمانينات يسعى اليوم اكثر من أي وقت مضى الى خدمة الكومبرادور والامبريالية من المواقع الحكومية التي يحتلها كما يعمل على التوسع داخل الاتحاد المغربي للشغل للهيمنة على هذا الكيان النقابي الذي ظل دائما مستقلا عن الاحزاب. أما منظمة الى الامام التي تعرضت للقمع الوحشي والاجتثات خلال عقد السبعينات ثم خلال عقد الثمانينات بسبب مواقفها المطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، فقد خرج من صلبها مكون سياسي معتدل هو حزب النهج الديموقراطي وقد استطاع هذا الحزب ان يساهم الى جانب مكونات مناضلة اخرى في الاتحاد الجهوي بالرباط الن يحققوا موقعا مناضلا ديموقراطيا يضم العديد من المناضلين من مختلف المشارب تستهدف تطوير نضالات الطبقة العاملة وتحقيق عدة مكتسبات لصالحها. اليوم اصبح النهج الديموقراطي والمناضلين المتحلقين حوله في الاتحاد المغربي للشغل بالرباط غير مرغوب فيه من طرف النظام، ونظرا لعدم قدرة النظام اجثتات تعسفي للمناضلين في هذا الموقع، فلم يجد احسن من اعداء هؤلاء التاريخيين أي العناصر المتعفنة في حزب التقدم والاشتراكية مقابل الوعود المعطاة لهذه العناصر للحصول على مكتسبات مادية مغرية. تتداول أوساط من داخل الاتحاد المغربي للشغل اسماء عدد من العناصر الفاسدة المتعفنة داخل الاتحاد المغربي للشغل المنتمية لحزب التقدم والاشتراكية او القريبة منه وتتمثل في: نور الدين سليك عن قطاع البريد، عبد القادر جويط عن قطاع الأبناك، عبد المجيد الغرس عن التعليم المنياري ولطفي عن ريضال، حيتوم عن السكك الحديدية